السادن السابع والسبعين للحرم المكي يودع الحياة بعد رحلة حافلة في خدمة الكعبة المشرفة !!
توفي الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، السادن السابع والسبعين للحرم المكي الشريف، وحامل مفتاح الكعبة المشرّفة، عن عمر يناهز 79 عاماً. ويُعد الدكتور الشيبي أحد الشخصيات البارزة التي خدموا أول بيت وُضع لعبادة الله في الأرض بإخلاص وتفانٍ.
تمت مراسم دفن الراحل في مقبرة المعلاة، بعد صلاة الفجر، حيث ودّع جثمانه الأهل والأصدقاء والمحبون، بعد حياة طويلة أمضاها في خدمة الحرم المكي وحمل الأمانة التاريخية الخاصة بالكعبة المشرفة. تولى الدكتور صالح الشيبي منصب كبير سدنة الكعبة المشرفة في عام 2014، خلفاً لعمه عبد القادر الشيبي، وقاد مسؤولياته بحرفية وتفانٍ.
خلال فترة توليه المنصب، أشرف الدكتور الشيبي على غسل الكعبة أكثر من 100 مرة، وحرص على صيانتها وحفظ حرمتها. كونه الشخص الوحيد الذي يحمل مفتاح الكعبة المشرّفة، كان مسؤولاً عن كافة الشؤون المتعلقة بها، بما في ذلك غسلها وصيانتها. كما رافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في غسل الكعبة، مما يعكس التزامه العميق بخدمة هذا الصرح الديني العظيم.
الدكتور صالح الشيبي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، كان أستاذاً جامعياً وله مؤلفات عديدة في العقيدة والتاريخ. تميز الراحل بإخلاصه في أداء الأمانة النبوية، وساهم بشكل كبير في إيصال رسالة الإسلام للعالم أجمع.
تولى السادة من آل الشيبي مسؤولية رعاية الكعبة منذ العصور الإسلامية الأولى، حيث انتزعوا الأمانة من قبيلة جرهم بعد أن كانت في حوزتهم، ثم استردها منهم قصي بن كلاب، الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستمرت في ذرية قُصي بن كلاب حتى يومنا هذا. وقد قال النبي الكريم لآل طلحة: “خذوها يا بني طلحة خالدةً تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم”.
تولى السادن شؤون الكعبة من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح الكسوة إذا تمزقت، واستقبال زوّارها، وكل ما يتعلق بذلك.
بعد رحيل الشيخ صالح الشيبي، من المتوقع أن يتولى حامل مفتاح الكعبة وكبير سدنة بيت الله الحرام، أكبر الأشخاص لعائلة الشيبي، أو الشخص الذي ستوكله العائلة لحمل مفتاح الكعبة. يُنتظر أن تستمر العائلة في تقديم هذه الخدمة الجليلة للحرم المكي، حفاظاً على تقاليد وآثار هذه الأمانة العظيمة.