الصبر رفيق المؤمن: الحكمة الإلهية في مرافقة المخلوق الوحيد
مقدمة عن مفهوم الصبر
الصبر هو أحد أهم الصفات التي دعت إليها الأديان وركزت عليها الكتب السماوية، فهو ليس مجرد فضيلة بل هو قوة تحمل وتجلد خلال الشدائد والمحن. عندما نتحدث عن الصبر، نحن بالفعل نتحدث عن قوة داخلية تساعد الإنسان على تجاوز أصعب المواقف بأمل وإيمان.
لا مخلوق وحيدا إلا الصبر
خُلِقَ اللهُ مِِن كُلِ شيء زَوجَين إلَّا مخلوق واحِد خُلِقَ وحِيداً، وقد سأل هذا المخلوق الله: «لم خَلقتَنِي وَحِيداً؟» فكان الرد الإلهي: «أنا معكَ.» فبهذا تكون الحكمة الإلهية قد جمعت بين الصبر ومرافقة الله الدائمة له، وهذا ما يجعل الصبر فضيلة تتجلى فيها رعاية الله مباشرةً، كما جاء في قوله تعالى: «إنَّ اللهَ معَ الصَّابرِين».
الصبر في القرآن الكريم
لقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تدعم أهمية الصبر وتحث المؤمنين على التمسك به، فمن تلك الآيات: «وبَشِّرِ الصّابرين»، و«واصبِر فإنَّ الله مع الصابرين». هذه الآيات توضح أن الله يجازي الصابرين بالخير والثبات، ويعدهم بمرافقة إلهية مستمرة تملأ قلوبهم قوة وإيماناً.
الخاتمة
الصبر ليس مجرد كلمة نرددها، ولكنه أشبه بمراية تعكس قوة الإيمان بالله والثقة بقضائه وقدره. لا شيء يمكن أن يغيب عن عين الرعاية الإلهية، وبالصبر ننجو من المحن ونبلغ القمم. فأكثروا من الاستعانة بالصبر لأنه هو المخلوق الوحيد الذي حظي بمرافقة الله الدائمة.