صحة

احذر من غضبك.. نوبة انفعال واحدة قد ترفع ضغطك فجأة وتعرضك لسكتة دماغية!

هل شعرت يومًا أن الغضب يتسلل إليك كعاصفة، فتتسارع نبضات قلبك وتشعر بطنين في أذنيك وتتصبب عرقًا؟

قد تظن أن هذه نوبة انفعال عابرة، لكنها قد تكون مقدمة لارتفاع خطير في ضغط الدم وربما أزمة قلبية أو سكتة دماغية. في اليوم العالمي للتوعية بمرض ضغط الدم، يحذر الأطباء من الآثار الصادمة للغضب والانفعال المفاجئ على الصحة النفسية والبدنية، خصوصًا لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو لديهم تاريخ عائلي بأمراض القلب.

الانفعال.. العدو الخفي لضغط الدم
بحسب ما يؤكده الدكتور “عادل سلطان” استشاري الطب النفسي والعصبي بقصر العيني:

“الانفعال المفاجئ يعمل كصفارة إنذار للجسم، يدفع هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول للاندفاع في الدم، فتضطرب الدورة الدموية، وتتقلص الشرايين فجأة، ما يؤدي لارتفاع ضغط الدم بشكل حاد ومفاجئ، قد يصاحبه تعرق شديد، رعشة، اضطراب في الصوت، ودوخة.”

وهذا الأمر لا يتوقف عند مجرد ارتفاع ضغط الدم، بل قد يكون مدخلًا لسكتة دماغية أو أزمة قلبية مفاجئة، خاصة عند تكرار نوبات الغضب بشكل متكرر دون علاج.

ما الذي يحدث داخل جسمك عند الانفعال؟

عندما تشعر بالغضب، يدخل جسمك في وضع “القتال أو الهروب”، وهو رد فعل بيولوجي قديم يجعل الجسم يفرز:

الأدرينالين: يزيد ضربات القلب ويضيق الأوعية.

الكورتيزول: يرفع ضغط الدم ويزيد الجلوكوز في الدم.

وتلك الاستجابة، التي من المفترض أن تكون مؤقتة، تصبح قاتلة عندما تتكرر دون تصريف أو تحكم.

علامات تحذيرية يجب الانتباه لها أثناء الانفعال:

تعرق مفاجئ في الجبهة أو الكفين.

شعور بالخدر أو الارتعاش في الأطراف.

دوخة أو اضطراب في الرؤية.

إحساس بانقباض في الصدر.

تغيرات في الصوت أو البكاء غير الإرادي.

ألم في الرأس أو الصدغين.

خفقان غير طبيعي في القلب.

9 طرق علمية وفعالة للسيطرة على الانفعال قبل أن يدمرك:

1. غادر المكان فورًا

إذا بدأت تشعر بالغضب، ابتعد عن مصدر التوتر فورًا. هذا الانسحاب الذكي قد ينقذك من كارثة صحية.

2. اغسل وجهك بماء بارد

الماء يساعد على تهدئة الجهاز العصبي ويعطي إشارات للدماغ بكسر نوبة الغضب.

3. اشرب ماءً ببطء واجلس في مكان هادئ

الماء يرطب الجسم ويساعد على تهدئة الأعصاب.

4. تنفّس بعمق

استنشق عبر الأنف 4 ثوان احبس النفس 7 ثوان ازفر ببطء عبر الفم 8 ثوان

5. تحرّك أو مارس رياضة خفيفة

الحركة تفرّغ هرمونات التوتر وتعيد توازن الجسم.

6. تحدث مع نفسك بإيجابية

غيّر نمط تفكيرك من “أنا غاضب” إلى “أنا متوتر وسأهدأ”، وذكّر نفسك أن صحتك أغلى من أي موقف.

7. جرب العلاج السلوكي أو النفسي

إذا كنت تعاني من نوبات متكررة، فلا تتردد في طلب المساعدة من مختص.

8. اهتم بنومك وغذائك

نقص النوم وسوء التغذية يعززان التوتر. نم جيدًا وتناول أطعمة مهدئة كالخس، والموز، والبابونج.

9. راقب ضغط دمك بانتظام

إذا كنت ممن يعانون من تقلبات الضغط، لا تتهاون في متابعة قراءاته واستشارة الطبيب عند الشعور بأي خلل.

ماذا يقول الطب الحديث؟

موقع “Heart.org” الطبي يحذر من أن الجسم يستجيب للغضب كما لو كان يواجه تهديدًا حقيقيًا، إذ:

يفرز كميات ضخمة من هرمونات التوتر. تتسارع نبضات القلب. يضيق تدفق الدم. ويحدث ارتفاع مفاجئ في الضغط، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الدماغ والقلب.

الغضب ليس مجرد حالة نفسية، بل هو مشكلة جسدية حقيقية قد تكون قاتلة إن لم نأخذها على محمل الجد. التحكم في الانفعال ليس ضعفًا بل قوة تحميك من السكتات وأزمات القلب. راقب نفسك، تعرّف على علامات الإنذار، وابدأ من الآن باتباع النصائح السابقة.

صحتك أغلى من لحظة غضب.. تمالك نفسك قبل ان تخسر كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!