الأرض تهتز دون زلزال!.. أجهزة الرصد تسجل نشاطًا غريبًا تحت البلدة!.. وتحذيرات من تحرك صدع خطير!

في ظاهرة أثارت القلق والحيرة بين السكان والخبراء على حد سواء، سجلت أجهزة الرصد الجيولوجي خلال الأيام الماضية سلسلة من الاهتزازات الأرضية الغامضة، دون أن يُسجل أي زلزال فعلي في المنطقة، مما دفع العلماء إلى إطلاق تحذيرات من احتمال تحرك صدع خطير كان ساكنًا لعقود.
الحدث وقع في بلدة هولينغن الواقعة جنوب ولاية مونتانا الأميركية، حيث أفاد سكان محليون بشعورهم باهتزازات طفيفة متكررة في منازلهم، وأصوات غامضة تحت الأرض، دون أن تكون هناك أي علامات على وقوع زلزال تقليدي.
أجهزة الرصد تلتقط إشارات غير معتادة
وبحسب ما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS)، فإن المحطات المنتشرة في المنطقة رصدت نمطًا متكرّرًا من الذبذبات الأرضية غير المصنفة، وصفها الخبراء بأنها “نشاط زلزالي غير مكتمل”، حيث لم تتجاوز تلك الذبذبات حدًا معينًا يسمح بتصنيفها كزلازل فعلية، لكنها في الوقت ذاته كانت واضحة بما يكفي لتسجيلها وشعورها من قبل السكان.
وقالت الدكتورة كارولين هايز، المتخصصة في علوم الزلازل بجامعة مونتانا:
“ما نراه هنا ليس مجرد اهتزازات عرضية، بل نمط مستمر من النشاط التكتوني المجهول المصدر، ما يشير إلى أن طبقات الأرض تحت هولينغن قد تشهد تغيرات غير مسبوقة”.
احتمال تحرك صدع قديم.. هل اقترب الخطر؟
التحليلات الأولية تشير إلى أن هذا النشاط قد يكون مرتبطًا بواحد من الصدوع القديمة الممتدة تحت المنطقة، والمعروف باسم “صدع بيرلينغتون”، الذي كان في حالة خمول منذ أكثر من 150 عامًا، لكن يبدو أن هناك مؤشرات على إعادة تنشيطه. وأوضحت هايز أن هذه الاهتزازات قد تمثل تحذيرًا مبكرًا لتحركات جيولوجية أكبر قادمة، وهو ما دفعها وزملاءها للمطالبة بزيادة تمويل الأبحاث الجيوفيزيائية في المنطقة، وتعزيز أجهزة المراقبة.
رد فعل السكان.. خوف وقلق وحذر
السكان المحليون في هولينغن بدأوا يشعرون بالقلق المتزايد، خصوصًا بعد انتشار فيديوهات على منصات التواصل تُظهر نوافذ تهتز بشكل طفيف وأصوات قرقعة أرضية غير مفسّرة.
وقال جون كريسبي، أحد السكان القريبين من مركز النشاط:
“في البداية اعتقدنا أنها شاحنات تمر، لكن تكرار الاهتزازات وعدم وجود حركة مرورية أكد لنا أن هناك شيئًا غريبًا يحدث تحت أقدامنا”.
هل نحن على أبواب زلزال مدمر؟
ورغم أنه لم تُصدر أي جهة رسمية حتى الآن إنذارًا بوقوع زلزال وشيك، فإن الخبراء لم يستبعدوا هذا الاحتمال، خصوصًا أن النشاط التكتوني الصامت غالبًا ما يسبق وقوع زلازل مفاجئة في بعض المناطق. وقد أوصى مركز الرصد الزلزالي السكان بضرورة الاستعداد لحالات الطوارئ، وتجهيز حقائب الطوارئ المنزلية، والابتعاد عن المباني غير المدعّمة، مع متابعة التطورات الجيولوجية من مصادر رسمية.
ظاهرة تستحق المتابعة والقلق العلمي
من جانبها، أشارت تقارير علمية إلى أن ما يحدث في هولينغن قد يمثل جزءًا من ظاهرة أوسع تُعرف باسم “الزلازل البطيئة” أو “الزلازل الصامتة”، وهي اهتزازات تحدث ببطء دون إطلاق طاقة مفاجئة، لكنها قد تكون مؤشرًا على تراكم ضغط تكتوني قد ينفجر لاحقًا.
وبين الحذر العلمي والتطمين الرسمي، تبقى الحقيقة المؤكدة الوحيدة هي أن “الأرض تتحدث”.. والسؤال: هل سنفهم رسائلها قبل أن تصرخ بقوة؟