صحة

الصحة العالمية تزف بشرى لمرضى السكري بعد نجاح تجربة العلاج الجديد

في خبر هزّ الوسط الطبي وأشىعل الأمل في قلوب الملايين، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن شفاء أول حالة من مرض السكري باستخدام علاج تجريبي جديد تمامًا، في لحظة وصفتها الأوساط الصحية بـ”الفارقة” في تاريخ الطب الحديث. مرض السكري، الذي لطالما أُطلق عليه “مرض العصر”، كان يُعتبر من الأمراض المزمنة التي لا شفاء منها، بل يُدار فقط بالأدوية والنظام الغذائي مدى الحياة، سواء من خلال الإنسولين أو أدوية السكر الأخرى.

لكن هذه النظرة بدأت تتغير مؤخرًا مع تطور الأبحاث، وكان الإعلان الأخير بمنزلة إعلان على السكري، وكأن العالم يقول: “وداعًا لمرض العصر، فقد وجدنا له العلاج”.

فما هي تفاصيل هذا العلاج؟ وكيف تم شفاء أول حالة؟ وهل أصبح الأمل في الشفاء الكامل حقيقة يمكن لمىسها؟

تفاصيل التجربة السىريرية التي غيّرت كل شيء

البداية كانت من مركز بحثي في أوروبا، حيث أطلقت مؤسسة دولية طبية مستقلة تجربة سىريرية على مجموعة من المرضى المىصابين بالنوع الثاني من السكري، باستخدام تقنية طبية حديثة تعتمد على “إعادة برمجة الخلايا البنكرياسية”

الفكرة تقوم على تحفيز خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس (المسؤولة عن إفراز الإنسولين) لتستعيد قدرتها الطبيعية على إنتاج الإنسولين بكمية كافية، دون الاعتماد على حقن خارجية.

التجربة شملت 100 مريض من حنسيات مختلفة، تراوحت أعمارهم بين 30 و65 سنة، وجميعهم كانوا يعانون من السكري لسنوات طويلة، بعضهم تجىاوز العشر سنوات في الإصىابة. وتمت مراقبة كل حالة بدقة لمدة 9 أشهر، مع تحليل يومي لمستويات السكر، والإنسولين، واستجابة الجسم.

النتائج كانت مذهلة في نهاية التجربة، حيث أظهرت 17 حالة استجابة عالية جدًا، لكن المريض الأول الذي تم الإعلان عن شفائه تمامًا، سجل مستويات طبيعية للسكر دون الحاجة لأي دواء على الإطلاق، لمدة تجىاوزت 90 يومًا متتالية، وهو ما اعتُبر “شفاءً مؤكدًا”.

من هو المريض الأول الذي شُفي؟

بحسب البيان الرسمي، فإن المريض الأول يُدعى “جوزيف إرنست”، يبلغ من العمر 52 عامًا، وكان يعمل كمهندس مدني في إحدى الشركات الألمانية.

أُصىيب بالسكري من النوع الثاني منذ 11 عامًا، وكان يستخدم الإنسولين بانتظام، إلى جانب

نظام صارم من الحمية والرياضة، ومع ذلك، لم تنخفض قراءات السكر بشكل مستقر.

تقدّم جوزيف للتجربة بعد ترشيحه من طبيبه، وخضع للفحوصات الأولية ثم بدأ العلاج تحت إشراف فريق طبي كامل. وخلال الأشهر الأولى، بدأ يظهر تحسن تدريجي في إنتاج البنكرياس الطبيعي للإنسولين، حتى وصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي دون حاجة لأي تدخل خارجي.

وأكد الأطباء أن جوزيف لم يأخذ أي جرعة إنسولين منذ 3 أشهر، وسكر الدىم لديه في معدلاته الطبيعية تمامًا، كما أن فحوص الهيموغلوبين السكري HbA1c أظهرت تحسنًا مذهلًا.

كيف يعمل العلاج الجديد؟

العلاج الجديد يعتمد على تقنية تُعرف باسم “العلاج بالخلايا الجذعية المُعدّلة جينيًا”، حيث يتم سحب خلايا معينة من جسم المريض، ثم تعديلها معمليًا لتأخذ شكل خلايا بنكرياسية قادرة على إفراز الإنسولين.

بعدها يتم إعادة زرع هذه الخلايا داخل الجسم من خلال تقنية حديثة تُشبه زرع رقائق دقيقة تحت الجلد، وتبدأ هذه الخلايا في العمل تدريجيًا إلى أن تنشط البنكرياس ذاته.

وتُعتبر هذه التقنية تطورًا نوعيًا مقارنة بالعلاجات التقليدية

التي تُعالج العرض ولا تعالج السبب، فالعلاج الجديد يعمل على “إعادة بناء الوظيفة الطبيعية للبنكرياس”.

العلاج لا يتطلب حراحة، بل يتم عبر جلسات موضعية دقيقة تستمر لعدة أيام، تحت إشراف متخصصين. ويُتوقع أن يتم تطوير شكل أكثر بساطة من العلاج خلال العامين القادمين ليكون متاحًا بشكل واسع.

آراء الأطباء والعلماء حول العلاج

عبر عدد كبير من الأطباء والباحثين حول العالم عن انبهارهم بالنتائج، حيث وصف البعض هذا الاكتشاف بـ”الثورة الطبية”، وقالت الدكتورة إليزابيث ماركو، خبيرة أمراض الغدد الصماء بجامعة كامبريدج:

“نحن أمام أول تجربة موثقة تُظهر إمكانية شفاء مريض سكري بالكامل… وهذا قد يغيّر كل ما نعرفه عن المرض.”

في حين شدد البعض الآخر على ضرورة الانتظار حتى يتم التأكد من استقرار الحالات على المدى الطويل، لكنهم أقروا جميعًا أن التجربة تمثل نقطة تحول في فهم وتعامل الأطباء مع السكري.

تجارب سابقة فشلت.. فما الذي ميّز هذه التجربة؟

رغم عشرات المحاولات في الماضي لعلاج السكري عبر الخلايا الجذعية أو الأدوية الجديدة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!