صحة

بعد الأربعين.. هذا ما يحدث لعظامك بصمت! ونصائح ذهبية لتقويتها قبل فوات الأوان!

في صمت تام، تبدأ عظامك بالتغير بمجرد أن تتجاوز سن الأربعين، دون أن تشعر بأي علامات واضحة في البداية. إنها مرحلة دقيقة، حيث يبدأ الهيكل العظمي بالتدهور التدريجي، وقد تكون عاداتك اليومية هي السبب الرئيسي وراء ذلك.

فما الذي يحدث للعظام بعد الأربعين؟ وهل تناول الكالسيوم وحده يكفي؟ وما الخطوات الحقيقية التي يجب أن تتخذها اليوم لتقوية عظامك وحمايتها من الهشاشة والكسور في المستقبل؟ إليك كل ما تحتاج معرفته الآن، قبل أن تدفع ثمن الإهمال لاحقاً.

العظام بعد الأربعين: بداية رحلة الانحدار

بحسب الدكتور “تشيتان دوجود”، استشاري جراحة العظام في الهند، فإن العظام هي نسيج حي يمر بعملية مستمرة من التحلل والبناء، تُعرف بإعادة البناء العظمي. ولكن مع بلوغ سن الأربعين، يتباطأ بناء العظام، بينما يستمر تحللها بمعدل أسرع. النتيجة؟ فقدان تدريجي في كثافة العظام، مما يرفع بشكل كبير خطر التعرض للكسور، وخاصة في مفاصل الورك، العمود الفقري، والرسغ.

وتزداد الخطورة عند النساء بعد انقطاع الطمث، حيث يؤدي انخفاض هرمون الإستروجين إلى تسارع فقدان العظام، بينما يعاني الرجال أيضاً من تراجع في هرمون التستوستيرون، ما يؤثر على كثافة العظم وقوته.

ليست قصة “كالسيوم” فقط: العناصر المنسية لصحة العظام

كثيرون يعتقدون أن شرب الحليب أو تناول مكملات الكالسيوم هو الحل السحري للحفاظ على عظام قوية، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً. فالعظام تحتاج إلى مجموعة من العناصر الغذائية لتظل قوية، منها:

فيتامين D: عنصر أساسي لامتصاص الكالسيوم، لكن إنتاجه من الشمس يقلّ مع التقدم في السن.         فيتامين K: مهم لبناء البروتينات التي تقوي العظام. المغنيسيوم والفوسفور: يعززان كثافة العظام ويمنعان هشاشتها. البروتين: يدعم البنية الأساسية للعظام.

وأفضل الأطعمة التي تعزز هذه العناصر تشمل:

منتجات الألبان، السردين، صفار البيض، الخضروات الورقية، اللوز، عصير البرتقال المدعم، والأسماك الدهنية مثل السلمون.

ما يجب أن تتجنبه: أعداء عظامك الصامتون

بعض العادات الغذائية قد تبدو بريئة لكنها تهدد صحتك العظمية، مثل:

الملح الزائد: يزيد من فقدان الكالسيوم عبر البول.

الكافيين المفرط: يعيق امتصاص الكالسيوم.

المشروبات الغازية: غنية بالفوسفات وتخل بالتوازن الكالسيومي.

التدخين والكحول: يسرّعان فقدان الكتلة العظمية ويعيقان التئام الكسور.

التمارين: سلاحك الأقوى لتقوية العظام

يقول الخبراء إن العظام تحتاج إلى “ضغط” لتقويتها، والتمارين هي الطريقة المثلى لتحقيق ذلك. من أبرز التمارين المفيدة:

المشي السريع والركض: يحفزان بناء العظام.

رفع الأثقال: يعزز الكتلة العظمية والعضلية.

اليوغا والتاي تشي: تحسّن التوازن وتقلل خطر السقوط.

وللنساء، فإن ممارسة الرياضة بانتظام بعد سن اليأس تُعد استراتيجية دفاع أولى ضد هشاشة العظام.

فحوصات مبكرة تنقذك من هشاشة العظام

الكثيرون لا يعلمون أنهم يعانون من ضعف العظام إلا بعد أول كسور. لهذا ينصح الأطباء بإجراء فحوصات كثافة العظام (DEXA scan) بعد سن الأربعين، خاصةً لمن لديهم تاريخ عائلي مع هشاشة العظام، أو من يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو مشاكل الغدة الدرقية.

كلمة أخيرة: المستقبل العظمي يُبنى الآن!

صحة عظامك لا تُبنى في يوم واحد، ولا تتحقق بتناول قرص كالسيوم يومياً. بل هي نتاج تفاعل معقد بين غذائك، نشاطك البدني، هرموناتك، ونمط حياتك.         ابدأ الآن بتغيير عاداتك. قلل من الكافيين، توقف عن التدخين، تناول أطعمة غنية بالفيتامينات، ومارس الرياضة بانتظام. فكل خطوة تخطوها اليوم هي استثمار في هيكلك العظمي،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!