بقعة داكنة في الظهر تتحول إلى كارثة صحية!.. رجل يكتشف الحقيقة متأخرًا بعد ظهور هذه الأعراض الغريبة!

في مشهد واقعي يُشبه القصص التحذيرية التي نسمع عنها ولكن نادراً ما نصدقها، تحولت بقعة صغيرة داكنة على ظهر رجل في الأربعين من عمره إلى كارثة صحية خطيرة كادت تودي بحياته. لم تكن مؤلمة، لم تكن منتفخة، ولم تُنذر في البداية بأي شيء مقلق… لكنها كانت تحمل سراً قاتلاً يتسلل ببطء وصمت داخل جسده.
القصة بدأت ببقعة.. وانتهت بتشخيص مفاجئ:
بدأ كل شيء عندما لاحظ الرجل بقعة صغيرة بُنية مائلة للسواد في أسفل ظهره. لم يكن هناك أي ألم أو انزعاج، ما جعله يتجاهلها تمامًا.
ومع مرور الوقت، حدثت تغييرات كان من الممكن أن تكون كافية لإثارة القلق:
بدأت البقعة تتسع شيئًا فشيئًا. تغيّر لونها تدريجيًا من البني الداكن إلى درجات متعددة من الأسود والأحمر. أصبحت حوافها غير متناسقة، وبدأت بالحكة أحيانًا. لاحظ بعض النزيف البسيط عندما احتكّت بالملابس. ومع ذلك، استمر في تجاهلها لاعتقاده أنها مجرد “شامة عادية” أو “تصبغ ناتج عن الشمس”.
ثم بدأت الأعراض المقلقة بالظهور:
بعد حوالي 5 أشهر من ظهور البقعة، بدأت حالته الجسدية بالتدهور تدريجيًا دون سبب واضح:
تعب مزمن حتى بعد النوم الكافي.
خمول وانخفاض في الطاقة اليومية.
فقدان غير مبرر في الوزن.
ألم متقطع في الظهر وارتفاع طفيف في الحرارة.
نزيف من البقعة عند أقل احتكاك.
حينها فقط قرر زيارة طبيب الجلدية، وبعد فحوص دقيقة وخزعة من الجلد، جاءت النتيجة الصادمة:
تشخيص بسرطان الجلد من نوع “الميلانوما” – أخطر أنواع سرطانات الجلد.
ما هي الميلانوما؟ ولماذا تُعتبر الأخطر؟
الميلانوما هي نوع نادر نسبيًا لكنه عدواني جدًا من سرطانات الجلد، ينشأ غالبًا من الخلايا الصبغية التي تُنتج الميلانين (المسؤولة عن لون الجلد).
تكمن خطورتها في أنها:
تنتشر بسرعة في الجسم إذا لم تُكتشف مبكرًا.
قد تؤثر على العقد اللمفاوية والرئتين والكبد والدماغ.
لا تُسبب ألمًا في بدايتها، ما يجعل اكتشافها صعبًا إلا عند المراحل المتقدمة.
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لخمسة أعوام يتجاوز 90% عند اكتشاف الميلانوما مبكرًا، لكنه ينخفض إلى أقل من 30% إذا انتشر المرض.
متى تكون البقعة الجلدية علامة خطر؟ (تحقق من هذه القواعد الخمسة):
يعتمد الأطباء على قاعدة شهيرة لتقييم خطورة الشامات أو البقع الجلدية، تُعرف باسم قاعدة “ABCDE”:
1. A – Asymmetry: نصف البقعة لا يُشبه النصف الآخر.
2. B – Border: الحواف غير منتظمة، خشنة أو متعرجة.
3. C – Color: ألوان متعددة داخل نفس البقعة (بني، أسود، أحمر، أزرق…).
4. D – Diameter: قطر البقعة أكبر من 6 ملم (بحجم ممحاة قلم الرصاص).
5. E – Evolving: أي تغير في الحجم أو الشكل أو اللون أو الإحساس بالحكة أو النزيف.
تحذير مهم للجميع:
لا يجب أبدًا تجاهل التغيرات الجلدية، خصوصًا تلك التي:
تظهر فجأة دون سبب.
تتغير في الشكل أو اللون.
تنزف أو تؤلم أو تُسبب حكة.
أي علامة من هذه قد تكون إنذارًا مبكرًا لمرض خطير!
ماذا يمكنك أن تفعل؟ نصائح طبية ذهبية:
افحص جلدك كاملًا مرة واحدة شهريًا أمام مرآة. لا تهمل أي بقعة جديدة أو تغير مفاجئ في شامة قديمة. راجع طبيب الجلد فورًا عند ملاحظة أي من علامات ABCDE. احمِ نفسك من أشعة الشمس باستخدام واقٍ شمسي وتجنب التعرض الطويل دون حماية.
تبدأ الكارثة أحيانًا من أبسط الأمور… “بقعة صغيرة” قد تكون أول صوت خافت يُحذرك من خطر يتشكل في داخلك. لا تتجاهل جسدك، فالأمراض لا تبدأ فجأة، بل ترسل إشاراتها مبكرًا. والنجاة تبدأ دائمًا بالوعي والكشف المبكر.