بقعة صفراء تنتشر فجأة على كتف رجل ثلاثيني!.. وبعد التحقيق في عاداته اليومية، اكتشف الأطباء علاقة صادمة!

بقعة صفراء غامضة على كتف رجل ثلاثيني تحيّر الأطباء!.. وبعد التحقيق، ظهرت علاقة غير متوقعة بساعته الذكية، ما أثار نقاشًا طبيًا واسعًا حول هذه الأجهزة وتأثيراتها المحتملة على الصحة الجلدية والجهاز المناعي.
بدأت القصة كما يرويها تقرير طبي نُشر مؤخرًا في مجلة Dermatology Today، عندما توجه رجل يبلغ من العمر 34 عامًا إلى عيادة الجلدية بعد أن لاحظ ظهور بقعة صفراء باهتة على كتفه الأيسر، تزداد اتساعًا بشكل يومي تقريبًا دون ألم أو حكة.
البقعة لم تكن مؤلمة، ولم يُرافقها أي أعراض جلدية شائعة كالتقشر أو الاحمرار أو التورم، لكن لونها غير الطبيعي دفعه لطلب المشورة الطبية. المفاجأة كانت أن الفحوصات الجلدية العادية وتحاليل الدم لم تكشف أي عدوى بكتيرية أو فطرية أو رد فعل تحسسي تقليدي.
التحقيق في العادات اليومية يكشف السبب المذهل
أمام هذه الحالة المحيرة، قرر الأطباء الرجوع إلى التفاصيل الدقيقة لعاداته اليومية. وخلال المقابلة، اتضح أن المريض يرتدي ساعة ذكية متطورة طوال اليوم – حتى أثناء النوم – وأنه غالبًا ما يخلعها أثناء الاستحمام فقط، ثم يضعها على كتفه أو فوق الوسادة، حيث تلامس الجلد مباشرة لعدة ساعات.
بعد مراجعة تركيبة السوار المصنوع من السيليكون والمعدن المطلي، بدأت الشكوك تتركز على تفاعل جلدي كيميائي بطيء يحدث بسبب العرق والحرارة والاحتكاك المستمر بين السوار والمنطقة التي توضع عليها الساعة، خصوصًا أن كتفه الأيسر كان موقعًا دائمًا لوضع الساعة بعد خلعها.
تشخيص نادر: “تصبغات ناتجة عن تفاعل مواد صناعية مع الجلد”
أكد الأطباء لاحقًا أن البقعة ناتجة عن ما يُعرف بـ”تصبغ التلامس المزمن” – وهي حالة جلدية نادرة تنجم عن تفاعل الجلد مع مواد صناعية كالسيليكون أو النيكل تحت ظروف معينة مثل التعرق أو الحرارة المرتفعة.
وبحسب الدراسات الحديثة، فإن بعض المواد الموجودة في الساعات الذكية، خاصة في الأساور الرخيصة أو غير المعتمدة، يمكن أن تُسبب تفاعلات جلدية بطيئة غير فورية، تظهر على شكل بقع ملونة أو تغيّرات في ملمس الجلد. وتزداد احتمالية هذه التفاعلات لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة أو الذين يرتدون الأجهزة لفترات طويلة دون تهوية.
تحذيرات طبية مهمة لمستخدمي الأجهزة القابلة للارتداء
دفع هذا الحادث الخبراء لإصدار سلسلة من التوصيات المهمة لمستخدمي الساعات الذكية:
1. عدم ارتداء الساعة الذكية لفترات متواصلة دون تهوية.
2. تنظيف السوار والساعة بانتظام بالماء والصابون المعتدل.
3. تجنّب ارتداء الأجهزة أثناء النوم إذا لم تكن ضرورية.
4. تبديل السوار بسوار مصنوع من مواد مضادة للحساسية.
5. مراقبة الجلد باستمرار لأي تغيّرات أو بقع غير معتادة.
وقد أكدت الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية أن تزايد استخدام الأجهزة القابلة للارتداء يتطلب توعية مستمرة حول مخاطر التلامس الجلدي المستمر مع المواد الصناعية، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية والاحتكاك المتكرر.
قد تبدو الساعة الذكية أداة مفيدة وآمنة تمامًا، لكنها مثل أي جهاز يُلامس الجسد لفترات طويلة، قد تحمل مخاطر خفية لا تظهر إلا بعد شهور من الاستخدام. ومن المهم الانتباه لأي تغيّرات جلدية، حتى لو لم تكن مؤلمة، لأن الجسم قد يكون في حالة تفاعل بطيء وغير ظاهر في بدايته.