تحذير صحي خطير: الإكثار من استخدام بخاخ الأنف يؤدي لتلف الجيوب الأنفية على المدى الطويل دون أن يشعر المستخدم!

في ظل ازدياد حالات احتقان الأنف بسبب تغير الفصول، والحساسية الموسمية، ونزلات البرد، يلجأ كثير من الناس إلى استخدام بخاخ الأنف كحل سريع وفعّال للتخلص من الانسداد الأنفي. ومع أن هذه البخاخات تُعطي شعورًا فوريًا بالراحة، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يحمل مخاطر صحية خفية لا يدركها البعض.
فما الذي يحدث عند استخدام هذه البخاخات لفترات طويلة؟ وما هي الأضرار التي قد تصيب الجيوب الأنفية؟ هذا ما نوضحه في التقرير التالي، استنادًا إلى آراء الأطباء المتخصصين وتجارب مرضى حقيقيين.
بداية المشكلة.. راحة مؤقتة تتحول إلى ضرر مزمن
تُعرف بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان بأنها أدوية تعمل على تضييق الأوعية الدموية في بطانة الأنف، مما يؤدي إلى تقليل التورم وتسهيل عملية التنفس. لكنها لا تُعالج السبب الأساسي للانسداد، بل تُخفي الأعراض مؤقتًا.
الدكتور سامي العبدالله، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، يؤكد أن “الاستخدام المتكرر لبخاخات الأنف لأكثر من ٣ إلى ٥ أيام متواصلة قد يؤدي إلى ما يُعرف بظاهرة الارتداد، حيث يعود الاحتقان بشكل أشد بمجرد انتهاء مفعول البخاخ، فيضطر الشخص لاستخدامه مجددًا، فيدخل في دائرة إدمان دوائي دون أن يشعر.”
ما الذي يحدث للجيوب الأنفية على المدى الطويل؟
1. تلف بطانة الأنف: الاستمرار في استخدام البخاخات يؤدي إلى ضعف جدران الشعيرات الدموية في الأنف، مما يسبب نزيفًا متكررًا وجفافًا شديدًا في التجويف الأنفي.
2. الاعتماد الدوائي: مع الوقت، يُصبح الجسم غير قادر على التنفس الطبيعي دون استخدام البخاخ، ما يُسبب توترًا دائمًا لدى الشخص في حالة نسيانه أو فقدانه.
3. مشاكل في الجيوب الأنفية: الاستخدام المفرط يسبب التهابًا مزمنًا في الجيوب الأنفية، وقد يتطور الأمر إلى التهابات بكتيرية أو فطرية نتيجة الإخلال بالتوازن الطبيعي في الأنف.
4. ضعف حاسة الشم: من الأعراض المتقدمة التي يُمكن أن تظهر، فقدان تدريجي أو ضعف في حاسة الشم، وقد تكون هذه الحالة دائمة في بعض الحالات.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
الأشخاص الذين يعانون من حساسية أنفية مزمنة.
مرضى الجيوب الأنفية الذين يستخدمون البخاخات بشكل يومي دون إشراف طبي.
من يعانون من انحراف الحاجز الأنفي ويستخدمون البخاخ كبديل للجراحة.
ما هي البدائل الآمنة؟
لتجنب الوقوع في فخ الاعتماد على بخاخات الأنف، ينصح الأطباء بالآتي:
استخدام محلول الملح الطبيعي كغسول يومي للأنف.
ترطيب الجو داخل المنزل وخاصة في فصل الشتاء.
الابتعاد عن مصادر الحساسية مثل الغبار والدخان.
استشارة طبيب مختص في حال تكرر الاحتقان لتحديد السبب الجذري.
قد يُخفف بخاخ الأنف الأعراض سريعًا، لكن استخدامه بشكل مفرط وغير مراقب يمكن أن يُحول راحة مؤقتة إلى معاناة مزمنة. الوعي بهذه المخاطر واتخاذ بدائل آمنة يمكن أن يحمي صحتك التنفسية ويُجنبك مضاعفات أنت في غنى عنها.
إذا كنت تستخدم البخاخ أكثر من مرة يوميًا لأكثر من ٤ أيام، فهذه إشارة حمراء تستدعي التوقف واستشارة الطبيب فورًا.