صحة

تحذير من أطباء الغدد: تجاهل مشاكل الغدة الدرقية قد يؤدي للعقم لدى النساء!

ليست مجرد إرهاق أو تقلبات مزاجية… هذه العلامات قد تعني أن غدتك الدرقية تمنعك من الإنجاب!

في عالم الطب، هناك عضو صغير لا يتعدى حجمه بضع سنتيمترات، لكنه يتحكم في مئات الوظائف الحيوية داخل جسم الإنسان. هذه الغدة تُدعى الغدة الدرقية، وقد تكون هي السبب الخفي وراء معاناة ملايين النساء من العقم دون معرفة السبب الحقيقي.

ففي تقرير حديث أصدرته جمعية الغدد الصماء بالتعاون مع مجموعة من أطباء الخصوبة، تم الكشف عن رابط مرعب ومباشر بين مشاكل الغدة الدرقية وتأخر الحمل وحتى العقم الكامل لدى النساء، وسط تحذيرات طبية متزايدة من تجاهل العلامات المبكرة لهذا الخلل الصامت.

ما هي الغدة الدرقية ولماذا هي مهمة؟

الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة. تفرز هذه الغدة هرمونات تُعرف باسم “T3” و”T4″، وهي المسؤولة عن تنظيم عمليات الأيض (التمثيل الغذائي)، درجة حرارة الجسم، معدل نبض القلب، وحتى التوازن الهرموني العام.

لكن المفاجأة أن هذه الغدة الصغيرة تلعب دورًا محوريًا في خصوبة المرأة، وتنظيم الدورة الشهرية، وقدرة الجسم على التبويض الطبيعي.

كيف تؤثر الغدة الدرقية على الحمل؟

عندما يحدث اضطراب في الغدة الدرقية – سواء قصور (خمول) أو فرط نشاط – يحدث اختلال في إنتاج الهرمونات، ما يؤدي إلى:

اضطرابات الدورة الشهرية

توقف الإباضة

عدم انتظام مستويات الهرمونات الجنسية

تدهور جودة البويضات

زيادة خطر الإجهاض المبكر

صعوبة في انغراس البويضة المخصبة في الرحم

وهذا يعني ببساطة أن امرأة تعاني من اضطراب في الغدة الدرقية قد تواجه صعوبة شديدة في الحمل دون أن تعلم أن السبب الرئيسي هو هذه الغدة الصامتة.

العلامات التي يجب الانتباه لها فورًا:

حسب توصيات أطباء الغدد، فإن هذه الأعراض يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، خاصة عند النساء في سن الإنجاب:

أعراض خمول الغدة الدرقية (قصور):

الشعور الدائم بالتعب والكسل

زيادة غير مبررة في الوزن

دورات شهرية غزيرة أو غير منتظمة

برودة في الأطراف

تساقط الشعر

جفاف الجلد

بطء في التفكير أو الشعور بـ”الضباب الذهني”

أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية:

تسارع نبضات القلب

فقدان سريع في الوزن

توتر وعصبية مستمرة

اضطرابات في النوم

هشاشة العظام

قلة الدورة الشهرية أو انقطاعها

الحقيقة الطبية الصادمة: الغدة الدرقية مسؤولة عن 1 من كل 10 حالات عقم غير مفسرة

كشفت دراسة نُشرت في مجلة “Fertility and Sterility” أن ما لا يقل عن 10% من النساء المصابات بالعقم لديهن اضطرابات غير مشخصة في الغدة الدرقية. والأدهى أن العديد من هؤلاء النساء لا تظهر عليهن أعراض واضحة، مما يجعل المشكلة تُكتشف متأخرة جدًا.

هل يمكن علاج الأمر واستعادة الخصوبة؟

الخبر الجيد: نعم. يمكن علاج معظم مشاكل الغدة الدرقية بنجاح واستعادة القدرة على الإنجاب، لكن المفتاح هو التشخيص المبكر وعدم تجاهل الأعراض.

خطوات العلاج تشمل:

تحاليل دموية دقيقة لمستوى TSH، T3، T4، والأجسام المضادة.

تناول أدوية هرمونية تعويضية في حال القصور.

أدوية لتنظيم نشاط الغدة في حال فرطها.

متابعة مستمرة مع أخصائي الغدد أو طبيب النساء.

تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة.

نصيحة لكل امرأة تحلم بالأمومة: لا تهملي غدتك الدرقية!

قد لا يخطر ببالك أن تأخر الحمل أو تكرار الإجهاض أو اضطراب الدورة الشهرية قد يكون سببه غدة صغيرة في رقبتك، لكن الحقيقة أن هذه الغدة تُسيطر على توازن جسمك الهرموني بالكامل، بما في ذلك الخصوبة.

لذا، إذا كنتِ تحاولين الإنجاب دون نجاح، أو تعانين من أعراض غير مبررة، فاسألي طبيبك فورًا عن تحليل الغدة الدرقية. فأحيانًا، الطريق إلى الأمومة يبدأ من علاج بسيط لمشكلة لم تتوقعيها أبدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!