تحذير من تجاهل هذه الأعراض!.. عسر الهضم قد يُخفي أمراضًا خطيرة دون أن تدري!

في عالم يمضي بسرعة، وبين وجبات سريعة وضغوط يومية متراكمة، باتت مشكلات الجهاز الهضمي جزءًا لا يتجزأ من حياة كثيرين. ولكن، عندما يتحوّل الانزعاج الخفيف بعد الطعام إلى ألم متكرر، أو شعور دائم بالامتلاء، أو حتى غثيان غير مبرر، فقد لا يكون الأمر بسيطًا كما نعتقد.
أحد أكثر هذه الحالات شيوعًا وغموضًا هو عسر الهضم، أو ما يُعرف طبيًا بـ”اضطراب المعدة”، وهي مشكلة تؤثر سنويًا على نحو 1 من كل 5 أشخاص في الولايات المتحدة، بحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.
لكن، ما الذي يجعل عسر الهضم بهذه الخطورة؟ وهل هو مجرد عرض مؤقت أم ناقوس خطر يخفي أمراضًا أعمق؟
ما هو عسر الهضم؟
عسر الهضم ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مجموعة من الأعراض الهضمية التي تصيب الجزء العلوي من البطن، وتؤثر على راحة المريض وجودة حياته اليومية.
وتشمل هذه الأعراض:
شعور بالحرقان أو الألم أعلى البطن
الشعور بالشبع المبكر خلال الأكل
امتلاء غير مريح بعد تناول كميات صغيرة
الغثيان أو التجشؤ أو الانتفاخ
وقد تحدث هذه الأعراض من وقت إلى آخر، أو بشكل مزمن، دون ارتباط مباشر بالطعام.
عندما يتحول العرض إلى حالة مزمنة
في بعض الحالات، يستمر عسر الهضم لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر، دون وجود مرض واضح في الجهاز الهضمي. هذه الحالة تُعرف بـعسر الهضم الوظيفي، وهي اضطراب ناتج عن خلل في التفاعل بين الدماغ والأمعاء. بحسب خبراء المعهد الوطني الأمريكي، فإن السبب الدقيق لعسر الهضم الوظيفي غير معروف، لكن توجد عوامل يُشتبه في دورها، منها:
الحساسية الزائدة لأحماض المعدة
ضعف حركة المعدة أو عدم قدرتها على التمدد مع الطعام
مشكلات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب
الجينات
اضطرابات في الإشارات العصبية بين الدماغ والجهاز الهضمي
متى يكون عسر الهضم علامة خطر؟
في بعض الأحيان، يكون عسر الهضم عرضًا لمرض عضوي أكثر خطورة، مثل:
قرحة المعدة
التهاب المعدة
سرطان المعدة (في الحالات المتقدمة)
العدوى بالبكتيريا الحلزونية (الملوية البوابية)
عدوى جرثومية مثل السالمونيلا أو الإشريكية القولونية
لهذا السبب، لا ينبغي تجاهل عسر الهضم المتكرر أو المستمر، خاصة إذا ترافق مع أعراض مثل فقدان الوزن غير المبرر، التقيؤ المستمر، وجود دم في القيء أو البراز، أو صعوبة في البلع.
أدوية تسبب عسر الهضم دون أن تدري
ليس المرض وحده ما يسبب عسر الهضم، بل قد تكون الأدوية اليومية التي يستخدمها البعض بريئة المظهر ولكن مؤذية للمعدة. ومن هذه الأدوية:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الأيبوبروفين)
بعض المضادات الحيوية
مكملات الحديد
أدوية هشاشة العظام
الكورتيزون (الستيرويدات)
أدوية السمنة والسكري مثل GLP-1
هل للطعام دور؟
المثير أن الطعام ليس سببًا مباشرًا لعسر الهضم، ولكن بعض الأطعمة والمشروبات تُفاقم الأعراض لدى البعض، خاصة في حالات عسر الهضم الوظيفي، ومن أبرزها:
الكافيين (القهوة، الشاي، مشروبات الطاقة)
الأطعمة الدهنية أو المقلية
المشروبات الغازية
الأطعمة الحارة
الكحول (في بعض الثقافات)
كيف تميز بين عسر الهضم وارتجاع المريء؟
يخلط كثير من الناس بين عسر الهضم وحرقة المعدة أو الارتجاع الحمضي، لكن هناك فرقًا واضحًا:
العلاج يبدأ بالتشخيص الجيد
علاج عسر الهضم يعتمد على السبب. وقد يوصي الطبيب بإجراء تحاليل أو منظار للتأكد من عدم وجود أمراض عضوية، خصوصًا إذا استمرت الأعراض أكثر من 4 أسابيع أو ترافقها علامات تحذيرية.
أما في حال تشخيص الحالة كعسر هضم وظيفي، فإن العلاج غالبًا يشمل:
تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي
تخفيف التوتر والضغوط النفسية
أدوية لتقليل حموضة المعدة
في بعض الحالات، مضادات اكتئاب بجرعات منخفضة لتحسين التفاعل العصبي الهضمي
نصائح ذهبية لتجنب عسر الهضم:
1. تناول الطعام ببطء، وامضغ جيدًا
2. قلل من الكافيين والمشروبات الغازية
3. تجنب النوم أو الاستلقاء بعد الأكل مباشرة
4. مارس الرياضة الخفيفة بانتظام
5. راقب الأدوية التي تتناولها وتحدث مع طبيبك عند ظهور الأعراض
6. تجنب الأكل قبل النوم بساعتين على الأقل
لا تتجاهل إشارات جسدك
عسر الهضم ليس مجرد “ألم معدة” عابر، بل قد يكون علامة مبكرة على خلل داخلي يستحق الانتباه. وفي ظل تزايد الضغوط النفسية والعادات الغذائية غير الصحية، أصبح فهم الأعراض والتعامل الذكي معها ضرورة صحية ملحة.