أقتراحات عامة

زلزال جديد يضرب الأرض ويثير الذعر! لماذا لا تهدأ القشرة الأرضية؟ السر الذي يجهله كثيرون!

ضرب زلزال جديد الأراضي التركية اليوم، رغم أنه كان خفيفًا نسبيًا، إلا أنه أعاد للأذهان السؤال الذي يؤرق الملايين: لماذا لا تهدأ الأرض في تركيا؟ وما سرّ هذا النشاط الزلزالي شبه اليومي؟

بحسب بيان رسمي صدر عن إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، سجّلت أجهزة الرصد زلزالًا بلغت قوته 3.8 درجات على مقياس ريختر، وذلك في منطقة “جيرمنجيك” غرب البلاد، عند الساعة 15:58 بالتوقيت المحلي، وعلى عمق 8.7 كيلومتر تحت سطح الأرض.

ورغم أن مرصد “كانديلي” قدر قوة الزلزال بـ3.7 درجات فقط، إلا أن الفارق الطفيف بين القياسين يعكس ببساطة اختلاف مواقع الرصد وتكنولوجيا الأجهزة المستخدمة، دون أن يقلل من أهمية الحادث.

هزة جديدة… والخوف من القادم

الزلزال كان محسوسًا في المناطق المجاورة، لكنه لم يتسبب بأي خسائر مادية أو بشرية، حتى لحظة إعداد هذا التقرير. إلا أن ما يثير القلق حقًا ليس هذا الزلزال تحديدًا، بل تكرار الهزات الأرضية في تركيا بوتيرة لافتة للنظر. السلطات المحلية بدأت عمليات تقييم ميدانية فورية، وسط حالة من الترقب لاحتمال وقوع توابع زلزالية لاحقة، وهي توابع قد تكون خفيفة أو تمهيدية لما هو أخطر.

تركيا على خط النار الجيولوجي

تركيا ليست غريبة على الزلازل، فهي تقع على مفترق طرق جيولوجي معقد يجعلها واحدة من أكثر دول العالم نشاطًا زلزاليًا.

لكن ما لا يعرفه كثيرون، هو أن صفيحة الأناضول، التي تشكل الجزء الأكبر من تركيا، محشورة حرفيًا بين:

الصفيحة العربية التي تتحرك شمالًا بسرعة 2.5 سم سنويًا. الصفيحة الأوراسية الثابتة نسبيًا في الشمال.

هذا الضغط الهائل الناتج عن التصادم، يدفع صفيحة الأناضول غربًا، نحو بحر إيجة، في حركة بطيئة لكنها مدمرة على المدى الطويل، وتخلق باستمرار توترًا وانشقاقات في القشرة الأرضية، وهو ما يفسّر الزلازل المتكررة.

كل زلزال صغير… قد يكون إنذارًا لزلزال كبير

علم الزلازل يؤكد أن:

“كلما طالت مدة هدوء الأرض، زادت احتمالية زلزال مدمر”.

هذا ما حدث في زلزال فبراير 2023 الكارثي، والذي بلغت شدته 7.8 درجات، وأودى بحياة عشرات الآلاف، وتسبب في دمار واسع. الصدمة لم تكن في قوته فقط، بل في أن زلزالًا آخر تلاه بعد 9 ساعات فقط بقوة 7.6 درجات، ما حوّل المشهد إلى مأساة إنسانية وجيولوجية هائلة.

خريطة الزلازل… شواهد على تاريخ من الكوارث

تاريخ تركيا مع الزلازل ليس حديثًا:

1939 – أرزنجان: قتل الزلزال أكثر من 33,000 شخص. 2011 – فان: زهقت أرواح أكثر من 600 شخص. 2020 – إزمير: قتل نحو 100 شخص وخلف دمارًا كبيرًا. خلال العقود الماضية، تم تسجيل أكثر من 15 زلزالًا مدمرًا بدرجات تتجاوز الـ6 درجات. كل هذه الزلازل تؤكد أن تركيا ليست فقط تحت الخطر، بل في صلبه.

ما الذي يخفيه باطن الأرض؟

لفهم سر الزلازل، يجب العودة إلى بنية الأرض:

القشرة الأرضية ليست صلبة، بل تتكوّن من نحو 20 صفيحة تكتونية. هذه الصفائح تتحرك ببطء فوق طبقة منصهرة. وعندما تحتك صفيحتان عند الفوالق، يتراكم الضغط. وإذا لم يُفرج هذا الضغط تدريجيًا عبر هزات صغيرة، فقد ينفجر مرة واحدة في زلزال مدمر.

وهنا الخطورة الكبرى:

إن لم تكن الزلازل الصغيرة كافية لتحرير الطاقة الجيولوجية، فإن الأرض قد تختار أن تطلقها دفعة واحدة.

هل من مفر؟

الزلزال لا يمكن منعه، لكنه يمكن التخفيف من آثاره، عبر:

1. هندسة مقاومة للزلازل.

2. تعزيز البنية التحتية العامة.

3. التثقيف المجتمعي حول إجراءات الطوارئ.

4. بناء أنظمة إنذار مبكر فعالة.

الدول التي تجاهلت هذا الواقع دفعت الثمن غاليًا.

الخلاصة: الأرض لا تنام… فهل نستعد لليقظة؟

كل هزة، مهما كانت بسيطة، هي رسالة من باطن الأرض،

رسالة تقول: “أنا هنا… أتحرك… لا تنسوني”.

تركيا، كما العديد من دول حزام الزلازل، تقف فوق أرض تبدو صلبة، لكنها تخفي في باطنها قوى هائلة لا ترحم.

فهل آن الأوان لنأخذ كل زلزال صغير على محمل الجد؟

وهل نتعامل مع كل هزة خفيفة كتحذير… وليس مجرد خبر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!