أقتراحات عامة

زلزال قوي يهز جزيرة كريت ويمتد تأثيره إلى ثلاث عواصم عربية: هل يهدد شرق المتوسط؟!

في مشهد أعاد إلى الأذهان خطر الزلازل الذي يترصّد حوض المتوسط، ضرب زلزال قوي بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر جزيرة كريت اليونانية فجر اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، حسب ما أعلنه مركز أبحاث علوم الأرض الألماني. وقد شعر به السكان في بيروت ودمشق والقاهرة، ما أثار حالة من الذعر المؤقت وفتح الباب أمام تساؤلات حول احتمالية ارتدادات زلزالية جديدة.

الزلزال وقع على عمق 83 كيلومتراً تحت سطح الأرض، ما جعله محسوسًا على نطاق واسع، رغم بُعد المسافة عن بعض المدن المتأثرة.

ارتدادات في ثلاث عواصم عربية:

في بيروت، شعر السكان بهزتين قصيرتين في ساعات الفجر الأولى، مما تسبب بحالة من الذعر المؤقت خاصة في المناطق الساحلية، بينما أبلغ سكان دمشق عن اهتزازات خفيفة أيقظتهم من نومهم، دون تسجيل أضرار تُذكر. أما القاهرة، فقد رُصدت هزة أرضية خفيفة شعر بها سكان بعض الأحياء، وامتدت تأثيراتها أيضًا إلى الإسكندرية ودمياط على الساحل الشمالي.

زلزالان متقاربان.. في كريت والبحر المتوسط

وفي تطور لافت، أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر عن تسجيل زلزال آخر في البحر المتوسط، بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، عند الساعة 01:51 فجرًا، على بعد 421 كيلومترًا شمال مدينة مطروح. وقد شعر به السكان في مصر وفلسطين وإسرائيل، دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية.

وبينما أكّد المعهد عدم وجود توابع حتى لحظة صدور بيانه الرسمي الثاني الساعة الثالثة فجرًا، فقد دعا المواطنين إلى الالتزام بإرشادات السلامة، ونشر مجموعة منها عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.

لماذا تعتبر كريت بؤرة زلزالية نشطة؟

تُعد جزيرة كريت من أكثر المناطق النشطة زلزاليًا في حوض المتوسط، نتيجة وقوعها على تقاطع الصفائح التكتونية بين الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوراسية. هذه المنطقة تشهد تحركات جيولوجية شبه دائمة، ما يجعلها عرضة لهزات قوية قد تمتد إلى الدول المحيطة عبر البحر. وشهدت السنوات الأخيرة عدة زلازل في هذه المنطقة، كان أبرزها تلك التي شعر بها سكان لبنان وسوريا ومصر، وتفاوتت شدتها ما بين المتوسطة إلى العالية، وهو ما يجعل مراقبة الوضع الزلزالي في هذه البقعة أمرًا استراتيجيًا لدول شرق المتوسط.

حالة ترقب وهدوء حذر

رغم عدم تسجيل أي أضرار جسيمة حتى الآن، فإن الهيئات الجيولوجية في المنطقة، من بينها الشبكة القومية للزلازل في مصر، تواصل مراقبة الوضع عن كثب تحسبًا لأي ارتدادات زلزالية قد تحدث خلال الساعات أو الأيام المقبلة. وتتكرر التساؤلات: هل هذه الهزات مقدّمة لزلازل أقوى؟ أم أنها تبقى في إطار النشاط الزلزالي الطبيعي؟ الوقت فقط كفيل بالإجابة، بينما تبقى أعين المختصين معلّقة على مؤشرات الأرض في منطقة شديدة الحساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!