في مشهد أعاد إلى الأذهان خطر الطبيعة الكامن تحت أقدامنا، ضرب زلزال بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر صباح اليوم منطقة جنوبية في دولة تقع على الحزام الزلزالي النشط في العالم، مما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وقع الزلزال تحديدًا شمال إحدى المناطق الساحلية على عمق 35 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وهي نقطة جيولوجية عميقة بما يكفي لنقل اهتزازات قوية إلى سطح الأرض، دون أن تسبب دماراً كبيراً، لكن مع قدرة كافية لبثّ الخوف بين الأهالي.
صمت الأرض انكسر فجأة!
في لحظة لم يكن يتوقعها أحد، وبينما كان الناس منهمكين في أنشطتهم اليومية، دوّى صوت اهتزاز خافت سرعان ما تحوّل إلى رعشة واضحة في الأرض والجدران، لتتبعها لحظات من الارتباك والتساؤلات: هل هذا زلزال فعلاً؟ هل هناك خطر أكبر قادم؟
وسرعان ما خرج بعض السكان من منازلهم إلى الشوارع المفتوحة، بينما تعطلت خدمات الاتصالات في بعض المناطق لبضع دقائق، نتيجة الضغط الكبير على الشبكة.
الخبراء يحللون الظاهرة
يشير خبراء الجيولوجيا إلى أن هذا النوع من الزلازل يُعتبر متوسط الشدة، وقد لا يؤدي غالبًا إلى دمار، لكنه مؤشر واضح على النشاط التكتوني في المنطقة. ويرجّح الباحثون أن هذه الهزّة قد تكون ضمن سلسلة تحركات صفائحية معتادة على امتداد الحزام الزلزالي في تلك البقعة الجغرافية.
الدكتور “أليخاندرو ميراندا”، المتخصص في علم الزلازل، صرّح قائلاً:
“مثل هذه الزلازل تذكّرنا أن الأرض ليست ساكنة تحتنا، بل هي في حركة دائمة. كل هزة صغيرة تحمل معها احتمالات مستقبلية يجب مراقبتها بعناية.”
لا أضرار تُذكر.. لكن القلق باقٍ
حتى الآن، لم تُسجّل أي خسائر مادية أو بشرية وفق ما أعلنته السلطات المحلية، كما لم تُرصد تصدعات أو انهيارات. ورغم ذلك، بقيت مشاعر القلق تسيطر على الكثير من السكان، خاصة في المناطق القريبة من مركز الزلزال.
رسالة هامة للسكان
السلطات وجهت نداءً توعوياً للسكان، دعت فيه إلى تجهيز حقائب الطوارئ، وتعليمات السلامة المنزلية، ومتابعة النشرات الرسمية من الجهات المختصة، وعدم التهاون مع أي اهتزاز مهما بدا بسيطًا.
الزلزال لم يكن مدمرًا، لكنه تذكير صريح من باطن الأرض بأن اليقظة والوعي هما خط الدفاع الأول أمام الكوارث الطبيعية. فهل نحن مستعدون حقاً للهزّة القادمة؟
