شخص يفقد وزنه بسرعة رغم تناوله الطعام!.. الأطباء يحذّرون من هذه الحالة الصامتة التي تُهلك الجسم دون صوت!

هل لاحظت يومًا أنك تفقد الوزن رغم أنك تأكل بانتظام وربما بكميات طبيعية أو حتى زائدة؟ هذه الظاهرة التي تبدو غريبة بل وربما “مرحب بها” لدى البعض، قد تكون في الحقيقة إنذارًا مبكرًا لحالة صحية خطيرة تستنزف الجسم في صمت، وتمر غالبًا دون تشخيص دقيق في بدايتها.
في هذا التقرير نكشف الأسباب المحتملة لفقدان الوزن غير المبرر رغم تناول الطعام، وننقل تحذيرات الأطباء من تجاهل هذا العرض الذي قد يُخفي وراءه أمراضًا تهدد الحياة.
أولًا: لماذا يُعتبر فقدان الوزن السريع مشكلة حين لا يكون متعمدًا؟
فقدان الوزن عندما يكون مقصودًا من خلال حمية غذائية أو نشاط بدني مكثف هو أمر طبيعي وآمن. لكن، حين يبدأ الجسم بخسارة الكيلوغرامات دون تدخل منك، ورغم تناولك الطعام بشكل طبيعي، فإن هناك خللًا ما يحدث داخليًا.
تقول الدكتورة “آنا ميلر”، أخصائية الغدد الصماء:
فقدان أكثر من 5% من وزن الجسم خلال أقل من 3 أشهر، دون سبب واضح، يُعدّ جرس إنذار طبي يستدعي التحقيق الفوري.
أبرز الأسباب الخطيرة لفقدان الوزن رغم تناول الطعام
1. فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)
أحد الأسباب الأكثر شيوعًا. في هذه الحالة تفرز الغدة الدرقية هرمونات بكميات مفرطة، ما يسرّع عملية الأيض بشكل مفرط، ويؤدي إلى حرق السعرات بشكل غير طبيعي. الأعراض المصاحبة: رعشة في اليد، تسارع ضربات القلب، قلق، زيادة التعرق، ضعف العضلات، أرق.
2. داء السكري غير المسيطر عليه
ارتفاع السكر في الدم مع ضعف امتصاص الخلايا للجلوكوز يدفع الجسم إلى تكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، ما يؤدي لفقدان الوزن حتى مع الأكل. تنبيه: قد تكون هذه العلامة الأولى لمرض السكري من النوع الأول أو الثاني.
3. أورام خبيثة (السرطان)
بعض أنواع السرطان (مثل البنكرياس، المعدة، الرئة، القولون) تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ، بسبب تأثير الورم على عمليات الأيض أو الشهية أو امتصاص المغذيات.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي (مثل الداء الزلاقي، أو داء كرون)
هذه الحالات تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، ما يؤدي إلى نقص التغذية وفقدان الوزن حتى إن كان الأكل وفيرًا.
5. العدوى المزمنة أو الكامنة (مثل السل أو فيروس HIV)
بعض أنواع العدوى لا تُظهر أعراضًا فورية، لكنها تضعف الجسم على المدى الطويل، وتستهلك مخزونه الغذائي، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
6. الاكتئاب أو القلق المزمن
الصحة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الشهية، وامتصاص الطعام، وعمل الجهاز العصبي. كثير من الأشخاص لا يدركون أن التوتر أو الاكتئاب قد يسببان ضعفًا عامًا وفقدانًا في الوزن رغم التغذية الجيدة.
7. مشكلات في امتصاص المغذيات
حتى مع وجود طعام كافٍ، فإن بعض الأمراض (مثل التهابات الأمعاء أو نقص الإنزيمات) تمنع الجسم من استخلاص الفائدة منه.
كيف تعرف إن كان فقدان الوزن لديك خطيرًا؟
اسأل نفسك:
هل فقدت أكثر من 4 أو 5 كيلوغرامات خلال 2-3 أشهر دون حمية؟
هل بدأت تشعر بالإرهاق رغم نومك الجيد؟
هل تتناول طعامك المعتاد بل وربما أكثر من السابق؟
هل هناك أعراض أخرى مرافقة مثل رعشة، خفقان، إسهال، أو آلام غير مبررة؟
إذا كانت إجابتك “نعم” على أي من هذه الأسئلة، فزيارة الطبيب ضرورية.
خطوات تشخيص الحالة
عادة ما يبدأ الطبيب بـ:
1. تحاليل دم شاملة (للغدة الدرقية، السكر، العدوى).
2. اختبار امتصاص الحديد والفيتامينات (للتحقق من سوء الامتصاص).
3. تحاليل للبراز (للكشف عن الطفيليات أو الالتهابات المعوية).
4. أشعة تصويرية أو منظار (حسب الحالة).
نصائح مهمة لا يجب تجاهلها
لا تعتبر فقدان الوزن غير المبرر “هدية مجانية”، بل إشارة من الجسم بأن هناك خطأ ما. احرص على قياس وزنك دوريًا وتدوين التغيرات. انتبه للأعراض الخفية مثل التعب، القلق، تغير شكل البراز، أو تسارع القلب. تابع الفحوصات الدورية حتى لو كنت شابًا، فبعض الحالات تبدأ بصمت.
الوزن مؤشر دقيق جدًا على الصحة العامة. حين يبدأ بالهبوط دون إرادتك، لا تتجاهل الأمر، ولا تؤجله. بعض الحالات يمكن علاجها ببساطة عند اكتشافها مبكرًا، ولكن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات يصعب السيطرة عليها لاحقًا.
إذا لاحظت هذا التغير على نفسك أو على أحد من أفراد أسرتك، فليكن دافعًا للتحقق، وليس للتغاضي.