عنصر غذائي مهمل قد يكون مفتاح نشاطك اليومي!.. خبراء يحذرون: نقصه يسبب التعب المزمن وخللاً في الدماغ والكبد!

في زمن تتزايد فيه الشكاوى من التعب المستمر وانخفاض الطاقة الذهنية والبدنية، ربما نكون قد أغفلنا عاملاً أساسياً يسهم في هذا التدهور الصحي العام. إنه عنصر غذائي لا يحظى بالاهتمام الكافي، رغم أن كل خلية في أجسامنا تعتمد عليه… إنه الكولين.
ما هو الكولين ولماذا يُعد حيوياً؟
الكولين ليس فيتامينًا ولا معدنًا، لكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعائلة فيتامينات B، ويؤدي دورًا بالغ الأهمية في وظائف الدماغ، والكبد، والعضلات، وصحة القلب. وعلى الرغم من أن الجسم ينتجه بكميات صغيرة، إلا أن هذه الكمية لا تكفي، ما يجعلنا بحاجة ماسة إلى الحصول عليه من خلال النظام الغذائي أو المكملات.
علامات قد تشير إلى نقصه: تعب مستمر، آلام عضلية، ضعف في التركيز
يشير عدد من الأطباء وخبراء التغذية إلى أن نقص الكولين قد يكون أحد الأسباب “الخفية” لشعور الملايين بالتعب الدائم. تقول خبيرة التغذية الدكتورة إيما ديربيشاير: “إذا كنت تشعر بالإرهاق المزمن، وتفتقر إلى التركيز، وتعاني من آلام عضلية بدون سبب واضح، فقد يكون نقص الكولين هو السبب”. فالكولين مسؤول عن إنتاج “الأسيتيل كولين”، وهو ناقل عصبي يتحكم في الذاكرة، والمزاج، وحركة العضلات.
مصادر الكولين: هل تأكل ما يكفي؟
لحسن الحظ، يتوفر الكولين في عدد من الأطعمة الشائعة، على رأسها:
البيض (وخاصة الصفار)
كبد البقر
الدجاج
الأسماك
منتجات الألبان
الفاصوليا والبروكلي والمكسرات (بنسب أقل)
لكن مع تزايد الاعتماد على الأطعمة المصنعة والأنظمة النباتية الصارمة، قد يكون كثير من الناس، خاصة النساء الحوامل والمرضعات، معرضين لنقصه. الكولين وصحة الدماغ والكبد والقلب
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الكولين لا يساهم فقط في تحسين الذاكرة، بل يساعد أيضًا في الوقاية من الخرف وألزهايمر. كما يلعب دوراً رئيسياً في إخراج الدهون من الكبد، ما يجعله عاملاً حاسماً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي قد يؤدي إلى تلف الكبد وسرطان الكبد في مراحل متقدمة.
أما على مستوى القلب، فالكولين يساعد في تقليل مستويات “الهوموسيستين”، وهو حمض أميني إذا تراكم في الجسم قد يزيد من خطر الجلطات وأمراض القلب والسكتات الدماغية.
هل تحصل على كفايتك من الكولين يومياً؟
بحسب الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية:
يحتاج البالغون إلى نحو 400 ملغ من الكولين يومياً.
النساء الحوامل: 480 ملغ.
النساء المرضعات: 520 ملغ.
ورغم هذه التوصيات، لا يزال استهلاك الكولين أقل من المطلوب لدى غالبية السكان، وفقًا لدراسات أجريت في أوروبا وأمريكا.
رسالة صحية مهمة: لا تُهمل هذا العنصر الحيوي
في ظل ما يكشفه العلم يومًا بعد يوم عن أهمية الكولين، فإن تجاهله في النظام الغذائي قد تكون له عواقب صحية واسعة. التعب المزمن، ضعف الذاكرة، آلام العضلات، وحتى أمراض الكبد والقلب… كلها قد تكون إشارات صامتة لنقص مادة حيوية تتطلب منا اهتمامًا أكبر.
فهل حان الوقت لتراجع نظامك الغذائي وتتأكد من أنك تحصل على الكولين الذي يحتاجه جسمك؟