قرية بأكملها لا يصيبها السرطان!.. باحثون يكشفون سرًا غذائيًا بسيطًا وراء مناعتهم القوية!

في زمن تتزايد فيه نسب الإصابة بالسرطان بشكل مقلق حول العالم، وبينما تُنفق المليارات على الأبحاث والعلاجات والوقاية، تبرز قرية صغيرة في جبال الأنديز كظاهرة مذهلة تستحق الدراسة والدهشة.
إنها قرية “فيليكامبا” Vilcabamba الواقعة في جنوب الإكوادور، والتي أصبحت تعرف عالميًا بلقب “وادي المعمرين” أو “القرية الخالدة”، ليس فقط لأن سكانها يعيشون لأعمار طويلة تتجاوز الـ 100 عام، بل لأنهم لا يُصابون بالسرطان تقريبًا، كما أن الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب نادرة إلى حد كبير.
لكن ما السر؟
هل يعود الأمر إلى الهواء الجبلي النقي؟. أم إلى نمط الحياة البدائي الخالي من التكنولوجيا؟. أم أن هناك شيئًا في طعامهم جعل مناعتهم “مضادة للسرطان”؟
الجواب – بحسب عدد من الدراسات الحديثة – يكمن في عنصر غذائي بسيط للغاية لا يخطر على بال الكثيرين… ولكنه يُستهلك يوميًا في أطباقهم الشعبية
رحلة علمية إلى قلب الظاهرة
بدأت الأبحاث العلمية على هذه القرية في السبعينات، عندما لاحظ فريق من العلماء أن نسبة المعمرين في فيليكامبا أعلى بثلاث مرات من المعدل العالمي، كما أن أمراض العصر شبه منعدمة. تمت دراسة جيناتهم، نمطهم الحياتي، مصادر مياههم، بل وحتى نشاطهم البدني.
لكن المكون الأكثر لفتًا للنظر، كان نظامهم الغذائي الغني بألياف ومضادات الأكسدة الطبيعية، خاصة “بذور الشيا وبذور الكتان”، إلى جانب وفرة تناول الفواكه الطازجة، والخضراوات الورقية، والثوم النيء، وعدم استخدام الزيوت المهدرجة أو الأغذية المصنعة.
السر الغذائي البسيط: بذور الشيا والكتان!
هذان المكونان – المتوفران في كل مكان تقريبًا – يشكلان جزءًا أساسيًا من وجباتهم اليومية. وتبين أن:
بذور الشيا غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، ومضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات وتحمي الخلايا من التلف. بذور الكتان تحتوي على مركب فريد يُدعى “الليغنانات” (Lignans)، وهو من أقوى مضادات السرطان الطبيعية. كلاهما يساعد في تعديل مستويات الهرمونات، وهو ما يُعتقد أنه عامل وقاية رئيسي من سرطان الثدي والبروستاتا والقولون.
وبالإضافة إلى ذلك، تحتوي وجباتهم على الثوم النيء، المعروف بقدرته على تحفيز مناعة الجسم، وتثبيط نمو الخلايا السرطانية، كما يُكثرون من الماء النقي من الجبال، ويعيشون حياة بسيطة، دون توتر أو ضغوط يومية.
ماذا يمكننا أن نتعلم من هذه القرية؟
وفقًا لتقرير صادر عن مجلة “نيتشر” ومركز أبحاث الصحة العالمية، فإن نمط الحياة في فيليكامبا يقدم لنا خريطة طريق نحو الوقاية من السرطان دون تعقيد:
1. اتباع نظام غذائي نباتي إلى حد كبير.
2. الاستهلاك اليومي لبذور الكتان أو الشيا.
3. تقليل السكريات والزيوت المهدرجة والأطعمة المصنعة.
4. ممارسة المشي يوميًا في بيئة نقية.
5. العيش بدون ضغوط مفرطة أو قلق دائم.
خاتمة: قرية تلهم العالم
ربما لا يستطيع الجميع العيش في جبال الأنديز، لكن من الممكن جدًا تبني بعض من عادات هذه القرية في حياتنا اليومية. قد تكون ملعقة من بذور الكتان، أو كوب من الشيا مع الليمون والعسل صباحًا، خطوة بسيطة… لكنها قد تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتنا ومناعتنا على المدى الطويل.
إن السر ليس دائمًا في الأدوية أو العلاجات المعقدة، بل أحيانًا في بساطة طبق.. وروتين يومي لا يُكلف شيئًا.. لكنه يمنحك كل شيء.