هزة أرضية قوية تضرب سواحل مدينة شهيرة والناس يهربون من منازلهم وسط حالة ذعر!

في صباح الثلاثاء، وبينما كانت مدينة إسطنبول لا تزال تحت وطأة سكون الفجر، أيقظت هزة أرضية مفاجئة آلاف السكان من نومهم، لتعيد إلى الواجهة المخاوف القديمة من احتمالية زلزال مدمر طالما حذّر منه الخبراء.
الحدث الزلزالي المباغت
في تمام الساعة 07:18 صباحًا بالتوقيت المحلي، سجلت إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية التركية (AFAD) هزة أرضية قبالة سواحل بلدة كوتشوك شكمجة، الواقعة في الطرف الأوروبي من إسطنبول، بلغت شدتها 3.8 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق 7 كيلومترات فقط.
لكن المفاجأة الأكبر جاءت من مرصد قنديلي للزلازل، التابع لجامعة بوغازيتشي، والذي أعلن أن شدة الزلزال بلغت 4.1 درجة، وأن مركزه يقع على عمق 13.6 كيلومترًا، قرب منطقة يُطلق عليها “صدع كومبورجاز”، وهو أحد فروع الصدع الشمالي لأناضول، المعروف بأنه من أخطر خطوط الصدع النشطة في العالم.
التحذير الخطير من خبير الزلازل التركي
ولم تمضِ دقائق حتى خرج العالم التركي الشهير والمتخصص في الزلازل، ناجي غورور، بتحذير لافت عبر تغريدة على منصة “إكس”، قال فيها:
“الهزة وقعت هذا الصباح على صدع كومبورجاز، بعمق 13.6 كم. نطاق الإجهاد في هذا الصدع لا يزال يتغير، ما يعني أن هناك طاقة زلزالية تتراكم، وقد تفرغ في أي لحظة”. تصريح غورور أثار قلق السكان، إذ سبق له أن حذر في مرات سابقة من أن منطقة بحر مرمرة، خصوصًا إسطنبول، باتت معرضة لاحتمال وقوع زلزال كبير في السنوات القليلة القادمة، قد يتجاوز قوته 7 درجات على مقياس ريختر.
ما الذي يعنيه “نطاق الإجهاد الزلزالي”؟
وفقاً للخبراء، فإن “نطاق الإجهاد” هو مصطلح يشير إلى المنطقة الجيولوجية التي تشهد تغيرات مستمرة في الضغط داخل الطبقات الصخرية، ما يجعلها معرضة للهزات الأرضية غير المتوقعة. وتزايد التوتر الجيولوجي في هذه المناطق قد يكون علامة على اقتراب “زلزال كبير”، إذ تكون القشرة الأرضية أشبه بزنبرك مشدود على وشك الانفجار.
إسطنبول بين التاريخ والمخاوف المستقبلية
تاريخ إسطنبول مع الزلازل طويل ومؤلم، فقد تعرضت المدينة على مر العصور لعدة زلازل مدمرة، كان أشهرها زلزال عام 1999 في كوجالي، الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص. ومنذ ذلك الوقت، والخبراء يحذرون من “الزلزال الكبير التالي” الذي قد يضرب المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في تركيا.
هل كانت الهزة مقدمة لما هو أخطر؟
الهزة الأخيرة لم تخلف أي خسائر مادية أو بشرية، لكن أثرها النفسي كان كبيرًا، خاصة أنها جاءت في توقيت هادئ، وجعلت المواطنين يتساءلون: هل هذه مجرد ارتجاج طبيعي، أم أنها “تحذير مبكر” قبل حدث زلزالي ضخم؟
السلطات بدورها أكدت أنها تتابع الوضع عن كثب، داعية المواطنين إلى البقاء على اطلاع دائم عبر القنوات الرسمية، وعدم الالتفات إلى الشائعات، مع التأكيد على أهمية الاستعداد الزلزالي عبر خطط الإخلاء، وتأمين المنازل والمباني.
ما الذي يمكن للمواطنين فعله؟
ينصح خبراء الطوارئ السكان في إسطنبول والمناطق القريبة منها بما يلي:
تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على مستلزمات إسعافية وماء وغذاء جاف. تحديد مكان آمن داخل المنزل للجوء إليه في حال حدوث زلزال (مثل الزوايا أو تحت الطاولات). تدريب أفراد العائلة على خطة الإخلاء والاتصال في حال الطوارئ. التأكد من متانة المباني القديمة وفحص صلاحيتها من قبل مهندسين مختصين.
الزلزال الأخير قد لا يكون إلا تذكيرًا طبيعيًا بقوة الأرض وغموضها، ورسالة واضحة بضرورة الاستعداد الدائم، خاصة في مدن تقع على خطوط الصدع النشطة. فالسؤال لم يعد: “هل سيحدث الزلزال؟” بل أصبح: “متى؟ وهل نحن مستعدون؟”