هزة عنيفة تفاجئ السكان وتهز العاصمة… لحظات من الذعر تحت وقع زلزال مفاجئ!

في مشهد مفاجئ أعاد إلى الأذهان كوارث طبيعية لا تُنسى، ضرب زلزال عنيف الأراضي التركية بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر، محدثًا هزة أرضية شعر بها سكان العاصمة أنقرة، وأثار حالة من الذعر امتدت إلى منازل المواطنين والشوارع العامة.
الزلزال، الذي وقع عصر الخميس، كان مركزه في منطقة قونيا الواقعة على بُعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب من أنقرة، لكنه لم يكن محصورًا في نطاقه الجغرافي فقط؛ إذ وصلت تأثيراته بشكل محسوس إلى قلب العاصمة، ما جعل المواطنين يعيشون لحظات من التوتر والارتباك، خصوصًا في ظل التذكير المستمر بأن تركيا تقع فوق واحد من أكثر الفوالق الزلزالية نشاطًا في العالم.
الهزة تصل إلى العاصمة… وتدفع السكان لتوثيق الحدث
بحسب ما نقلته وكالة “تاس” عبر مراسلها الموجود في أنقرة، فقد شعر المواطنون بالهزة الأرضية بشكل واضح داخل المنازل، ما دفع الكثير منهم إلى الخروج فورًا إلى الشوارع والساحات المفتوحة. وقد بدأت مقاطع فيديو وصور تنتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي توثق لحظة اهتزاز الأبنية، وبعض ردود الفعل العفوية من السكان.
أحد المواطنين كتب على “إكس” (تويتر سابقًا):
“شعرت بكل شيء يهتز من تحتي… لم أكن أتوقع أن يكون الزلزال بهذه القوة هنا!”
قونيا تحت المجهر… الزلزال يُعيد شبح الخطر
منطقة قونيا، التي كانت مركز الزلزال، ليست من المناطق التي تشهد زلازل بشكل متكرر، ما زاد من عنصر المفاجأة. ومع ذلك، فإن موقعها الجيولوجي يجعلها عرضة لهزات ارتدادية نتيجة النشاط الزلزالي الممتد من الشقوق المحيطة بها، خاصة تلك المرتبطة بفالق شمال الأناضول الشهير.
وذكرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) أن الزلزال تم تسجيله عند الساعة 5:40 مساءً، وامتد تأثيره إلى مناطق واسعة، بما في ذلك أنقرة ومحيطها، وأكدت أن الفرق الميدانية تتابع الوضع عن كثب، رغم عدم تسجيل أية إصابات أو أضرار مادية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
الوفد الأوكراني شعر بالهزة من داخل العاصمة
وما زاد من أهمية الحدث، هو وجود وفد رسمي أوكراني في العاصمة أنقرة لحظة وقوع الزلزال، وقد أكدت مصادر دبلوماسية أن أعضاء الوفد شعروا بالهزة أثناء تواجدهم في أحد المباني الحكومية، لكن دون تسجيل أي أذى أو إصابة في صفوفهم.
السلطات تتابع والمخاوف من هزات ارتدادية قائمة
تواصل السلطات التركية، بالتعاون مع مراكز الرصد المحلية، متابعة النشاط الزلزالي من خلال أجهزة المراقبة والإنذار المبكر. وتشير بعض التقارير الأولية إلى إمكانية حدوث هزات ارتدادية خفيفة إلى متوسطة خلال الساعات القادمة، وهو ما يستدعي الحذر دون إثارة الذعر.
ويُعد الزلزال تذكيرًا واقعيًا بخطورة الطبيعة الجيولوجية لتركيا، التي تقع على تقاطع عدة صفائح تكتونية نشطة. وسبق أن تعرضت البلاد لزلازل مدمّرة في الماضي، أبرزها زلزال إزميت عام 1999، وزلزال كهرمان مرعش عام 2023 الذي خلّف آلاف الضحايا.
رسالة للناس: الاستعداد الدائم ضرورة وليس رفاهية
يوجه هذا الحدث رسالة مهمة للسكان مفادها أن الاستعداد للكوارث ليس خيارًا، بل ضرورة حياتية. وينصح الخبراء بضرورة التأكد من وجود حقائب طوارئ في المنازل، ومعرفة أماكن التجمع الآمنة، والتدريب على إجراءات الإخلاء السريع في حال وقوع زلزال جديد.
لحظات تحت الأرض كشفت هشاشة اللحظة فوقها
الزلازل تأتي دون سابق إنذار، لكنها تترك خلفها مشاعر عميقة من الخوف، وأحيانًا من الوعي المفاجئ. ما حدث في قونيا ووصل إلى أنقرة هو تذكير صادم بأن قوة الطبيعة لا تُقهر، وأن حياتنا اليومية قد تهتز فجأة، بحركة غير مرئية تحت الأرض، تُعيد تشكيل وعينا بلحظة.