هل تعاني من حساسية الأنف ليلاً؟ إليك 5 خطوات تغيّر حياتك وتمنحك نومًا هادئًا بلا عطاس ولا دموع!

في كل ربيع، وبينما تحتفل الطبيعة بتفتح الزهور وخضرة الأشجار وتغريد الطيور، يبدأ الملايين حول العالم بالدخول في معركة يومية غير معلنة مع أعراض غير مرئية… لكنها مزعجة للغاية. إنها حمى القش أو ما يُعرف طبيًا باسم “التهاب الأنف التحسسي”، والتي تُعدّ واحدة من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا، خصوصًا في الدول ذات المناخ الموسمي.
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 13 مليون شخص في المملكة المتحدة وحدها يعانون من هذه الحالة الموسمية، التي تتسبب بحكة مزعجة في الأنف، عطاس متكرر، سيلان دموع، وأحيانًا ضيق في التنفس. ورغم أن البعض يلجأ إلى مضادات الهيستامين والأدوية المضادة للحساسية للتعامل مع هذه الأعراض خلال ساعات النهار، إلا أن المعاناة الحقيقية تبدأ مع حلول الليل.
ليالٍ بلا نوم… وصباحات مثقلة بالإرهاق
تشير الأبحاث إلى أن نحو 26% من البريطانيين يواجهون صعوبة في النوم بسبب حمى القش، ما يجعل تأثيرها يتعدى مجرد العطاس والحكة، ليصل إلى اضطراب النوم، تقلب المزاج، وتدهور الأداء الذهني والبدني في اليوم التالي. فقلة النوم لا تؤدي فقط إلى التعب، بل قد تفتح الباب لمشكلات صحية أوسع، كضعف المناعة، القلق، الاكتئاب، وخلل في التركيز والانتباه.
لكن كيف يمكن التغلب على هذه الأزمة الليلية؟ وهل هناك حلول عملية تساعد المصابين بحمى القش على الاستمتاع بنوم هادئ وعميق، رغم تقلبات الطقس وتطاير حبوب اللقاح في الأجواء؟
الخبر السار هو: نعم، هناك حلول بسيطة لكنها فعالة للغاية. وهذا ما أكدته خبيرة النوم البريطانية المعروفة الدكتورة ديبورا جين، التي تمتلك خبرة تفوق 20 عاماً في مجال علاج اضطرابات النوم، إذ قدمت قائمة بـ 5 خطوات دقيقة أثبتت فعاليتها لدى الآلاف من المرضى.
أولاً: نظّف فراشك جيدًا… باستخدام المكنسة الكهربائية!
قد يبدو الأمر غير معتاد، لكن الحقيقة هي أن الفراش يُعدّ من أكثر الأماكن التي تتراكم فيها حبوب اللقاح والغبار، خاصة في فصلي الربيع والصيف. وتوضح الدكتورة جين أن استخدام المكنسة الكهربائية، خصوصًا تلك المزودة بـ فلتر جسيمات عالي الكفاءة (HEPA)، يمكن أن يحدث تحولًا كبيرًا في نوعية الهواء داخل غرفة نومك.
كثيرون يعتقدون أن تغيير الملاءات يكفي، لكن الحقيقة أن الأغطية والفرشة تحتفظ بجزيئات دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. التنظيف المنتظم بالمكنسة يمتص هذه الجسيمات ويقلل فرص إصابتك بنوبات الحساسية ليلاً، تقول جين.
ثانيًا: اغسل ملابسك بعد العودة من الخارج
حبوب اللقاح لا تلتصق فقط بالشعر أو اليدين، بل تتشبث كذلك بالملابس. وتوضح جين أن كثيرًا من الناس ينقلون مسببات الحساسية من الشارع إلى بيوتهم، ثم إلى غرف نومهم دون أن يشعروا، ما يؤدي إلى تدهور الأعراض ليلاً. ولهذا، فإن أحد الإجراءات البسيطة والفعالة هو غسل الملابس فورًا بعد العودة إلى المنزل، خاصة إن كنت قد قضيت وقتًا بالخارج في حديقة أو مكان مفتوح.
ثالثًا: نم على سرير مائل بزاوية بسيطة
النوم بوضعية منحدرة قليلاً قد يكون أحد أكثر التغييرات المفيدة التي يمكنك تطبيقها. تقول جين: «رفع الجزء العلوي من الجسم بزاوية تتراوح بين 10 و30 درجة يسمح بتصريف المخاط من الجيوب الأنفية بفعل الجاذبية، ما يقلل من الاحتقان ويُسهّل التنفس.
وقد لا تحتاج لشراء سرير طبي خاص، إذ يمكن ببساطة إضافة وسائد تحت رأسك وعنقك لخلق الميل المطلوب. هذا التعديل البسيط قد يُغيّر تجربتك مع النوم كليًا.
رابعًا: استثمر في جهاز تنقية هواء “صامت”
الغبار وحبوب اللقاح لا تتوقف عن الدوران في الجو حتى وإن أغلقت النوافذ. ومن هنا، توصي جين بشدة باقتناء جهاز تنقية هواء بجودة عالية، ويفضل أن يكون صامتًا حتى لا يؤثر على جودة النوم نفسه.
وتضيف: شغّل الجهاز قبل النوم بساعة على الأقل، ودعه يعمل طوال الليل إذا أمكن. سيقلل هذا من كمية الجزيئات المثيرة للحساسية في الهواء، ويجعل بيئة نومك أكثر نقاءً وصفاءً.
خامسًا: استخدم أغطية سرير مضادة للحساسية
أغطية السرير التقليدية قد تكون بيئة خصبة لاحتجاز الغبار وحبوب اللقاح. وتنصح جين باختيار أغطية مصنوعة من ألياف مجوفة خالية من الريش أو المواد المسببة للحساسية، والمصممة خصيصًا لمنع تراكم الجزيئات داخل الفراش.
هذه الأغطية لا تحميك فقط من الغبار، بل من المواد الدقيقة الأخرى مثل عثّ الغبار والعفن، ما يوفر حماية مضاعفة للذين يعانون من حمى القش أو أي نوع من الحساسية التنفسية.
حمى القش ليست مجرد حالة مؤقتة مزعجة، بل قد تتحول إلى معضلة صحية تؤثر على جودة حياتك بالكامل إذا لم تُعالج بذكاء. النوم المريح هو حجر الأساس لصحة الجسم والعقل، وإذا كان العطاس، سيلان الأنف، أو الاحتقان يقف بينك وبين الراحة، فلا تتجاهل هذه العلامات.
قد تكون خطوات بسيطة مثل تنظيف الفراش، رفع الرأس، أو استخدام جهاز تنقية هواء هي الحل الذي تبحث عنه. لا تنتظر حتى تتدهور حالتك أو تعيش موسم الحساسية في صراع مستمر… ابدأ بالتغيير من الليلة!