أقتراحات عامة

من مزيلات العرق والعطور إلى أغلفة الطعام.. دراسة أمريكية جديدة تحذّر: مواد كيميائية منتشرة في منازلنا قد تُؤثر على تطوّر دماغ الجنين بشكل خطير!!

تحذير علمي جديد: مادة منزلية شائعة قد تضر بنمو دماغ الجنين

حذّر فريق من العلماء في جامعة إيموري الأمريكية من خطر غير مرئي يختبئ في زوايا منازلنا، ويشكل تهديدًا مباشرًا لصحة الجنين وتطوّر دماغه. ويكمن هذا الخطر في مادة كيميائية تُعرف باسم “الفثالات”، وهي من المركبات الواسعة الاستخدام في المنتجات المنزلية والتجميلية، بما في ذلك ألعاب الأطفال، أغلفة الطعام، الشامبو، العطور، ومزيلات العرق.

ما هي الفثالات؟

الفثالات هي مواد كيميائية تُستخدم بشكل شائع لتليين البلاستيك وزيادة مرونته، كما تدخل في صناعة منتجات النظافة الشخصية، وتُستخدم أيضًا لتثبيت الروائح في العطور ومستحضرات التجميل. ومع مرور الوقت، تتسرب هذه المواد إلى البيئة المحيطة، ومن ثم تنتقل إلى الطعام والماء، لتجد طريقها إلى جسم الإنسان.

وبالنسبة للحوامل، تكمن الخطورة في أن هذه المواد تستطيع عبور المشيمة والوصول إلى الجنين، مما يؤدي إلى تغيّرات في نشاط الدماغ لديه، وفقًا لما حذرت منه الدراسة الجديدة التي سلطت الضوء عليها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

تفاصيل الدراسة العلمية

الدراسة، التي نشرتها مجلة Nature Communications، حللت بيانات من مشروع بحثي واسع النطاق يُعرف باسم “دراسة أتلانتا للأمهات والأطفال الأمريكيين من أصل إفريقي”. وشملت الدراسة 216 امرأة في بداية الحمل و145 امرأة في مراحل الحمل المتقدمة، حيث تم جمع عينات بول الأمهات واختبارها للبحث عن آثار الفثالات، إضافة إلى فحص عينات دم الأطفال بعد الولادة لتقييم تأثير هذه المواد على تطوّر الدماغ.

نتائج مقلقة

أظهرت نتائج الدراسة أن المستويات المرتفعة من الفثالات في بول الأمهات الحوامل كانت مرتبطة بانخفاض في مستويات التيروزين، وهو حمض أميني يؤثر على هرمون الثيروكسين، المسؤول عن نمو الدماغ والعظام لدى الجنين. كما لوحظ انخفاض في مستويات التربتوفان، وهو حمض أميني أساسي يدخل في إنتاج السيروتونين، أحد أهم النواقل العصبية التي تلعب دورًا في التعلم، الذاكرة، الحالة المزاجية والنوم. وبحسب الدراسات السابقة، فإن نقص السيروتونين في المراحل المبكرة من الحياة قد يكون مرتبطًا بزيادة احتمالية الإصابة باضطرابات مثل الاكتئاب، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وصعوبات التعلم.

كما أظهرت اختبارات التركيز والانتباه أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات عالية من الفثالات داخل الرحم كانوا يعانون من انخفاض في القدرة على التركيز وبطء في ردود الفعل العصبية.

تحفظات وملاحظات على الدراسة

على الرغم من أهمية النتائج، إلا أن الباحثين أشاروا إلى بعض القيود التي قد تؤثر على دقة الاستنتاجات. من أبرزها عدم توفر معلومات كافية عن النظام الغذائي للأمهات المشاركات، أو عن أنماط الولادة، وهي عوامل قد تؤثر بدورها على كمية المواد الكيميائية التي يتعرض لها الجنين. كما أظهرت البيانات أن 10% من النساء في العينة تناولن الكحول أثناء الحمل، بينما استخدم 15% منهن التبغ، و40% استخدمن الماريغوانا، وهي عناصر قد تسهم بدورها في التأثير على تطوّر الدماغ وتزيد من تعقيد النتائج.

الفثالات… الخطر اليومي الصامت

وصف الدكتور دونغهاي ليانغ، عالم الصحة العامة في جامعة إيموري، هذه المواد الكيميائية بأنها “منتشرة في كل مكان”، مشيرًا إلى أنها تدخل في روتيننا اليومي دون أن نشعر. وأضاف:

“أجرينا هذه الدراسة بسبب الانتشار الواسع للفثالات في حياتنا اليومية. أردنا أن نكتشف كيف يمكن أن تؤثر على نمو الدماغ لدى الأجنة على المستوى الجزيئي، قبل أن تظهر الأعراض لاحقًا.”

توصيات للوقاية

في ظل هذه النتائج، ينصح الخبراء النساء الحوامل بالحد من التعرض للمواد التي قد تحتوي على الفثالات، مثل منتجات التجميل التجارية، والعطور الصناعية، والبلاستيك غير المخصص للأغذية. كما يُفضل استخدام منتجات عضوية أو طبيعية قدر الإمكان، وتجنب تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!