أقتراحات عامة

مفاجأة للبعض! تعرّف على جنسية الرئيس السوري الحقيقية وجنسية زوجته.. معلومات لا يعرفها كثيرون!

من الجهاد إلى الحكم: أحمد الشرع (الجولاني) رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية

في مشهد دراماتيكي قلب موازين القوى في سوريا، أعلن في 29 يناير/كانون الثاني 2025، عن تولي أحمد حسين الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية بعد إسقاط نظام بشار الأسد في معركة استمرت 12 يومًا فقط تحت مسمى “ردع العدوان”.

هذا التحول المفاجئ لرجلٍ بدأ طريقه في صفوف تنظيم القاعدة إلى رأس السلطة في دمشق يثير تساؤلات كبرى عن مستقبل سوريا، وإلى أين يتجه هذا البلد بعد أكثر من عقد على الحرب.

البداية: من الرياض إلى الميدان العراقي

ولد أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض عام 1982، لعائلة سورية من أصل جولاني، وانتقل مع أسرته إلى سوريا وهو في السابعة من عمره. نشأ في حي المزة بدمشق ضمن بيئة متوسطة ذات ميول ليبرالية، لكنه تأثر في شبابه بالأحداث الكبرى في المنطقة، وخاصة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ما شكّل منعطفًا فكريًا في حياته. في سن 18، بدأ التوجه نحو الفكر الجهادي، ليتحول لاحقًا إلى العراق لمقاومة الغزو الأميركي، وهناك انخرط في تنظيم القاعدة، مما أدى إلى اعتقاله لمدة خمس سنوات.

سوريا ساحة جديدة: تأسيس “جبهة النصرة”

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، عاد الشرع إلى بلاده، وبموافقة من أبو بكر البغدادي، أسس فرعًا للقاعدة في سوريا عُرف باسم “جبهة النصرة”. وسرعان ما صعد نجمه كقيادي عسكري في الساحة السورية، خصوصًا بعد رفضه الانضمام لـ”الدولة الإسلامية” بزعامة البغدادي، وأعلن مبايعته لأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الأم.

في يوليو 2016، وبعد ضغوط داخلية وخارجية، فك الارتباط مع القاعدة وأعلن تأسيس “جبهة فتح الشام”، التي تحولت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام، وهي القوة المسيطرة على محافظة إدلب ومحيطها شمال غربي سوريا.

من “التكفير” إلى “الاعتدال النسبي”؟

رغم ماضيه المرتبط بالجماعات الجهادية، حرص الشرع في عدة مقابلات، أبرزها مع قناة الجزيرة (2013) والصحفي الأميركي مارتن سميث (2021)، على التمايز عن الخطاب التكفيري، مؤكدًا أن تنظيمه لا يُكفّر المسلمين، وأن الحكم في هذه المسائل يعود لـ”العلماء والمحاكم الشرعية”. في مقابلته عام 2021، أعلن الشرع أنه تجاوز الفكر السلفي الجهادي المتشدد، منتقدًا ممارسات داعش، مؤكدًا أن انشقاقه جاء بسبب رفضه لنهج العنف الأعمى ضد المدنيين.

حكومة الإنقاذ والمعارك الكبرى

أسس الشرع حكومة الإنقاذ السورية عام 2017 لإدارة المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، وبدأ تدريجيًا في تقديم نفسه كزعيم سياسي يسعى لحكم مدني منضبط بالشريعة، دون التطلع للانفراد بالسلطة. وفي 27 نوفمبر 2024، أطلق عملية “ردع العدوان” مع عدد من الفصائل، منها حركة أحرار الشام والجبهة الوطنية للتحرير، في مواجهة قوات النظام. وفي ظرف أقل من أسبوعين، سقطت دمشق، وتفكك جيش النظام.

إعلان المرحلة الانتقالية

في 29 يناير 2025، أُعلن أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية في سوريا، وتم حلّ حزب البعث، الجيش، مجلس الشعب، والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق. كما تم إلغاء دستور 2012، في خطوة وصفت بأنها بداية لحقبة جديدة في سوريا، رغم الجدل الكبير حول الجهة التي ستضع الدستور الجديد وطبيعة النظام المقبل.

مواقف إقليمية ودعوات للتوازن

في بيان مصوّر صدر في ديسمبر 2024، حذّر الشرع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من تدخل الحشد الشعبي في سوريا، داعيًا إلى تحييد العراق عن الصراعات الجانبية. وظهر الشرع لأول مرة باسمه الكامل في خطاباته الرسمية، مؤكدًا رغبته في بناء دولة قائمة على “الحرية والعدالة لكل السوريين”.

التحول المثير: هل تغيّر الرجل أم غيّر الاستراتيجية؟

تحول الجولاني من رجل مطلوب دوليًا إلى رئيس مرحلة انتقالية يفتح الباب لأسئلة كبيرة حول مدى تحوله الفكري الحقيقي، أم أن ما جرى لا يتعدى إعادة تموضع تكتيكي ضمن مسار براغماتي لفرض الأمر الواقع. ورغم ما يصفه البعض بـ”الاعتدال الجديد”، تبقى الشكوك قائمة، لا سيما لدى الأطراف الدولية والداخلية التي تخشى من هيمنة مشروع إسلامي متشدد على مستقبل سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!