هل يُمكن لحبّة نوم واحدة أن تُغيّر مسار الزهايمر؟ دراسة جديدة تُدهش العلماء وتفتح باب الأمل!

في تطوّر مثير في ميدان أبحاث الدماغ، كشفت دراسة علمية حديثة أن استخدام نوع معين من حبوب النوم قد يساهم في تقليل تراكم البروتينات السامة المرتبطة بمرض الزهايمر، الأمر الذي يُمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لفهم المرض وربما التمهيد لطرق وقائية مستقبلية.
الباحثون في جامعة واشنطن في سانت لويس، أجروا دراسة شملت ٣٨ مشاركًا في منتصف العمر لا يعانون من مشاكل معرفية أو اضطرابات نوم، حيث تم إعطاؤهم دواء “سوفوريكسانت” الشائع لعلاج الأرق، على مدار ليلتين فقط. المفاجأة؟ انخفاض في مستويات بروتينات “أميلويد بيتا” و”تاو”، وهي العلامات البيولوجية المعروفة لمرض الزهايمر!
ماذا يعني هذا؟
خلال فترة النوم، يقوم الدماغ بعملية تنظيف ذاتية للسوائل التي تُحيط به، وهي العملية التي قد تتعطّل في حالات اضطرابات النوم. ويُعتقد أن هذا الخلل في “تنظيف الدماغ” يسهم في تراكم البروتينات المسببة للمرض.
الدراسة الجديدة رصدت انخفاضًا بنسبة ٢٠٪ في تركيزات “أميلويد بيتا” لدى المشاركين الذين تناولوا جرعة اعتيادية من سوفوريكسانت، مقارنةً بالذين تناولوا علاجًا وهميًا (بلاسيبو). كما ظهر انخفاض مؤقت في أحد أشكال بروتين “تاو” المعروف بدوره في تكوّن التشابكات العصبية المؤدية إلى موت خلايا الدماغ.
تحذير.. ولكن!
الدكتور بريندان لوسي، طبيب الأعصاب الذي قاد البحث، شدد على أن نتائج الدراسة واعدة لكنها ليست دعوة لتناول حبوب النوم بشكل دائم. التجربة اقتصرت على ليلتين فقط، ولا يُنصح باستخدام هذه الأدوية لفترات طويلة دون استشارة طبية، لأنها قد تؤثر على جودة النوم وتُسبب الاعتماد النفسي والجسدي عليها.
وأضاف: “قد نكون أمام خيط علمي مهم، لكننا نحتاج إلى دراسات طويلة المدى على كبار السن لمعرفة مدى فعالية هذه الوسيلة على المدى البعيد”.
ماذا يجب أن نفعله اليوم؟
رغم أن الزهايمر لا يزال لغزًا محيّرًا، إلا أن العلاقة بين النوم وصحة الدماغ أصبحت أوضح من أي وقت مضى. لذلك، فإن تحسين جودة النوم من خلال عادات صحية يومية، وتجنّب السهر المزمن، وعلاج اضطرابات النوم، قد يكون أفضل استثمار في صحة دماغك على المدى البعيد.
فالوقاية، في النهاية، لا تبدأ بالأدوية، بل تبدأ من السلوكيات اليومية البسيطة.