هل تخشى إسرائيل “صحوة الاقتصاد السوري”؟ تصريحات كاتس تثير الغضب وتحذّر من تغيّر قواعد اللعبة!!

في تصريحات صادمة وحمّالة للكثير من الرسائل السياسية والعسكرية، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتصريح ناري أعلن فيه أن إسرائيل ستواصل وجودها العسكري داخل المناطق العازلة في سوريا، مؤكدًا في نبرة تحدٍ أن بلاده لن تسمح بإعادة تمركز أي “قوى معادية” قرب حدودها، ولو كلفها ذلك ثمناً باهظاً.
لكن خلف هذا التهديد، يكمن سؤال جوهري: ما الذي تخشاه إسرائيل حقًا؟ وهل باتت ترى في تنامي الاقتصاد السوري خطرًا يفوق الحسابات العسكرية؟
الاقتصاد السوري… من تحت الأنقاض إلى الواجهة
ما كان مجرد “اقتصاد منهك” بفعل الحرب والعقوبات، بدأ اليوم يشهد ملامح تعافٍ تدريجي، مدفوعًا بتحركات داخلية وخارجية تعكس رغبة النظام السوري في استعادة زمام المبادرة. التقارير الأخيرة تشير إلى دعم متزايد للقطاعات الإنتاجية، وتدفّق استثمارات خاصة من رجال أعمال سوريين وعرب، في وقت بدأت الأسواق تلتقط أنفاسها وسط محاولات حثيثة للالتفاف على الحصار.
وربما هنا تكمن نقطة القلق الإسرائيلية الحقيقية: اقتصاد سوري ينهض من جديد يعني دولة أكثر تماسكًا، ومجتمعًا أكثر قدرة على الصمود، وهو ما يشكل خطرًا استراتيجيًا على إسرائيل التي لطالما بنت سياستها على ضعف محيطها العربي.
الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية: رسائل بالنار
الغارات التي استهدفت قاعدتين عسكريتين في دمشق وحماة لم تكن مجرّد عمليات تكتيكية، بل تحمل دلالة واضحة: إسرائيل تسعى لكبح أي تحرك نحو التوازن الإقليمي. تصريحات كاتس جاءت لتؤكد أن هذا “الردع بالنار” ليس مؤقتًا، بل سياسة مستمرة مفادها: “لن نسمح لسوريا بالتقاط أنفاسها”.
وقال كاتس صراحة:
> “سوريا ستدفع الثمن إن سمحت لقوات إيرانية أو حليفة بإعادة التموضع قرب حدودنا”.
لكن المتابعين يتساءلون: إذا كان التهديد منصبًا على “القوى المعادية”، فلماذا تُستهدف منشآت سورية سيادية؟
الجواب ربما يكمن في أن النهضة السورية، حتى لو لم تكن عسكرية، أصبحت تُقرأ في إسرائيل كتهديد مستقبلي لا بد من احتوائه مبكرًا.
الشارع العربي غاضب… والسؤال الأبرز: إلى متى الصمت؟
لم تمر التصريحات دون رد فعل. فـالرأي العام العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي امتلأ بالغضب، رافضًا ما اعتُبر استفزازًا صريحًا لدولة عربية تعاني من ضغوط دولية هائلة.
العديد من النشطاء تساءلوا بمرارة:
> “هل ستظل الدول العربية تكتفي بالتنديد؟ متى نرى موقفًا موحدًا يعيد كرامة القرار العربي؟”
في المقابل، اعتبرت دمشق أن ما يحدث هو محاولة مكشوفة لعرقلة عملية التعافي السوري، مؤكدة أن الشعب السوري لن يرتهن للتهديدات، وأن الجيش سيواصل دفاعه عن السيادة.
إسرائيل تخشى أكثر من مجرد صواريخ
المراقبون يرون أن التهديد الإسرائيلي لا يرتبط فقط بالمخاوف الأمنية، بل بتغيّرات أعمق تشهدها البيئة الجيوسياسية في المنطقة، خاصة مع تنامي الحديث عن تحالفات جديدة شرقًا، وعودة العلاقات بين بعض الدول العربية وسوريا، ما يهدد بتفكك الطوق الذي عملت إسرائيل لعقود على بنائه. في هذا السياق، فإن التنمية الاقتصادية في سوريا لا تُعد تطورًا محليًا فقط، بل تمثل إشعار خطر لإسرائيل، التي لا تريد “جارًا ناهضًا”، بل “جارًا عاجزًا”.
الخلاصة: من يخشى تعافي سوريا؟
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تكشف عن توتر عميق داخل أروقة السياسة الإسرائيلية، ليس بسبب التهديدات العسكرية المباشرة، بل بسبب ما يلوح في الأفق:
سوريا مختلفة… تقاوم العقوبات، تنفتح على الشرق، وتستعيد حلفاء الداخل والخارج.
وهنا يصبح سؤال المرحلة:
هل نشهد فجر سوريا جديدة؟ وهل سيكون اقتصادها هو سلاحها القادم في مواجهة الهيمنة العسكرية والسياسية؟وإن صحّ ذلك… هل تملك إسرائيل الجرأة لمواجهة دولة تتعافى لا بالحرب، بل بالتنمية؟