رحلة داخل كهف مسكون!.. مغامرون يروون لحظات الرعب الحقيقية!

رغم التطور العلمي الذي كشف كثيراً من غوامض العالم، ما يزال الإنسان، بدافع القلق واضطراب الحياة الحديثة، مشدودًا إلى استكشاف المجهول. من قراءة الطالع إلى الاعتقاد بالحسد والعين، تظل الرغبة في فهم الأسرار الخفية راسخة في النفس البشرية. وفي قلب هذا السعي، تتردد قصص الكهوف والبيوت المسكونة، حيث تختلط الحقيقة بالأسطورة، لتصنع عوالم من الرعب لا تخلو من الغموض والإثارة.
البيوت المهجورة في عمّان.. أساطير لا تموت
لكل بيت مهجور في الأردن حكاية تروى، خاصة تلك المنتشرة على طول الخط الحجازي الحديدي، والتي نبشها العثمانيون في عشرينيات القرن الماضي. قصص عن جن يسكن هذه البيوت، وأفاعٍ ترصدها، وحكايات يتناقلها الناس جيلاً بعد جيل، بعضها خرافات، وبعضها لا يزال يحبس أنفاس السامعين.
في منطقة جبل القلعة وسط العاصمة عمّان، يتحدث السكان عن منزل مهجور يتردد أنه مسكون. يقول محمد أبو الزين، أحد سكان المنطقة:
“حاولت الدخول إلى المنزل، لكنني ما إن تجاوزت عشر خطوات حتى تملكني الخوف وعدت مسرعاً، مسترجعًا قصص الجن التي سمعناها منذ طفولتنا”.
وفي منطقة جبل الجوفة، يروي بهاء الجمال أن هناك بيتًا مهجورًا منذ التسعينيات، يحكى عنه أن “الحجّابين” كانوا يترددون إليه للبحث عن الذهب أو إعادة الحبيب، في مشهد تختلط فيه الأسطورة بالواقع الشعبي.
قصص اختفاء وأرواح تائهة
واحدة من أكثر القصص رعبًا تتحدث عن رجل دخل بيتًا مهجورًا في جبل القلعة خلال ليلة ماطرة، ولم يخرج منه أبدًا. رغم محاولات ذويه البحث عنه، لم يتم العثور على أي أثر له، ما عزز الاعتقاد بأن المنزل “التهمه”.
غيداء عبود تروي تجربة شخصية قاسية، إذ كانت ترى وأطفالها رجلًا طاعنًا في السن يجلس في غرفة نومهم، فيما كانت كتب ابنتها تتحرك من تلقاء نفسها. تقول غيداء:
“بعدما اشتد الرعب، لم نجد حلاً سوى ترك المنزل نهائيًا”.
الخوف الذي لا ينام
الشابة إلهام عبد الجليل، من منطقة القويسمة، تعاني من أرق مزمن بسبب منزل مهجور بالقرب من منزلها، تقول:
“لا أنام الليل خوفاً من الأصوات والظلال الغامضة التي تتحرك هناك”.
رغم زيارتها لطبيب نفسي، ظل الخوف يسكن قلبها، في انعكاس واضح للأثر النفسي العميق الذي تتركه هذه الحكايات.
مواجهة بين العلم والخرافة
من جانبه، يوضح الشيخ إبراهيم غريب، المعالج بالقرآن الكريم، أن كثيرين يأتون إليه وهم يعتقدون أنهم تعرضوا لتلبس الجن، قائلاً:
“أستخدم آيات القرآن الكريم وماءً مقروءًا عليه، لمساعدة المصابين”.
في المقابل، ترى أمانة عمان الكبرى أن معظم البلاغات حول البيوت المهجورة “نتاج خيالات”، لكنها تعترف بوجود طلاسم وتعاويذ سحرية على بعض الجدران، مما دفعها لاتخاذ قرارات بهدم بعض المنازل لأسباب أمنية.
كهوف العثمانيين.. الذهب المسحور
في مناطق مثل النصر والجسور العشرة، تنتشر كهوف يُعتقد أن العثمانيين حفروا فيها كنوزهم قبل مغادرتهم. يقول محمد الزبيدي، أحد سكان المنطقة:
“حاولت الدخول بحثاً عن الذهب، لكنني فوجئت بأفاعٍ أمامي فهربت مسرعاً”.
وتتحدث الروايات الشعبية عن أسود وأفاعٍ تحرس الكنوز المدفونة، وسط تحذيرات بأن “ذهب العثمانيين لن يُخرج إلا بأمر أصحابه”.
الأسطورة أم الحقيقة؟
يعلق أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، مؤكدًا أن القرآن أقر بوجود الجن، لكنه ينفي وجودها بالشكل المتداول عن بيوت مهجورة وكهوف مرصودة، معتبرًا أن هذه الروايات هي “مجرد خرافات لا تستند إلى أي سند علمي أو ديني”.
ملاحظة:
تم إعداد هذا التحقيق استناداً إلى ما نشرته صحيفة القبس في تغطيتها الخاصة عن البيوت المهجورة والكهوف المسكونة في الأردن.