العاصفة التي قلبت السماء رأسًا على عقب.. برق ورعد وبرد ناري وأمطار سوداء في نفس اللحظة!

مشهد غير مألوف ومفاجئ عاشته مدينة الإسكندرية المصرية، بعد أن اجتاحت عاصفة رعدية غير مسبوقة المنطقة، لتقلب السماء وتُربك الحياة اليومية للسكان.
فقد ضربت المدينة رياح قوية تجاوزت سرعتها ٨٠ كيلومترًا في الساعة، مصحوبة ببرق كثيف، رعد يهز المباني، وتساقط غير متوقع للثلوج والبرد.
فيديوهات صادمة وغزارة مطرية أربكت الجميع
اجتاحت الفيديوهات وسائل التواصل الاجتماعي، توثق المشاهد العنيفة للعاصفة، كان أكثرها تداولًا فيديو يظهر رجال الدفاع المدني وهم ينقذون طائرًا صغيرًا، وآخر لانتشال “توك توك” غرق في مياه السيول.
وقد أدت غزارة الأمطار وارتفاع الأمواج على الشاطئ إلى حدوث سيول في الشوارع والميادين، عطلت حركة المرور، وأجبرت السلطات المحلية على إعلان حالة التأهب القصوى.
عاصفة نادرة في الصيف
ما جعل الحدث أكثر صدمة هو توقيت العاصفة، إذ وقعت في بداية فصل الصيف، وهو أمر نادر بحسب أهالي المدينة الذين أكدوا أنهم لم يتلقوا أي تحذيرات مسبقة من هيئة الأرصاد الجوية.
وفي المقابل، ردّت الهيئة على الانتقادات ببيان أكدت فيه أنها نبّهت بالفعل بحالة الطقس وتواصلت مع غرفة الأزمات ومحافظة الإسكندرية، وأبلغتهما بجميع التحديثات الجوية.
خسائر مادية وانهيارات
العاصفة لم تسفر عن خسائر بشرية، لكنها خلفت أضرارًا مادية كبيرة، شملت انهيارات جزئية في نحو ١٠ بنايات، وتحطم عدد كبير من السيارات، وسقوط أعمدة إنارة وأشجار ولوحات إعلانية ضخمة.
تغيرات مناخية وقلق شعبي
وتناولت حلقة (١ يونيو ٢٠٢٥) من برنامج “شبكات” على قناة الجزيرة، ردود فعل واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الحدث:
قالت سعاد زكي: “والله ما شفت عاصفة بهذه القوة طول حياتي… برق يشق السماء، ورعد يهز الحيطان، والمطر نازل كأنه رصاص وليس ماء”.
وعلّق أحمد عاطف: “كيف لم يتم توقع أو رصد هذه الحالة العنيفة؟ وأين الإنذار المبكر؟”.
وحذّر العالم عصام حجي قائلاً: “ما يحدث في الإسكندرية هو نتيجة واضحة للتغير المناخي، وغياب الجدية في التعامل مع التحذيرات العلمية سيؤدي لمزيد من الانهيارات”.
أما مراد لطفي، فكتب: “الذي حصل في الإسكندرية درس كبير.. لا توجد قوة تقف أمام إرادة ربنا”.
وأكد أحمد الحوفي: “هذه ليست عاصفة عابرة، وما سيأتي أشد. الجهل بالمخاطر لا يحمي أحدًا”.
ما حدث في الإسكندرية ليس مجرد حالة طقس، بل جرس إنذار واضح لتغيرات مناخية بدأت تلقي بظلالها على المنطقة. فهل نبدأ بالاستعداد الجاد؟ أم ننتظر حتى تتحوّل الأحداث النادرة إلى كوارث متكررة؟
شارك المقال في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول تغيرات المناخ وأهمية الجاهزية لمثل هذه الظواهر المفاجئة.