في تحذير جديد يثير القلق، وجّه خبراء التغذية والأعصاب إنذارًا طبيًا بشأن وجبة يومية يتناولها ملايين الناس حول العالم دون إدراك لمخاطرها. هذه الوجبة، التي تبدو بريئة في ظاهرها، تُشير الدراسات الحديثة إلى أنها قد تكون مرتبطة بـ تدهور تدريجي في الذاكرة ووظائف الدماغ، خصوصًا مع الاستهلاك المتكرر على المدى الطويل.
الحديث هنا ليس عن طعام غريب أو نادر، بل عن وجبة الإفطار الجاهز المحمّل بالسكريات والكربوهيدرات المكررة، والتي تشمل عناصر مثل:
الخبز الأبيض، الكرواسان، الفطائر المحلّاة، الحبوب السكرية، والمعجنات الجاهزة.
رغم أن هذه الأطعمة توفّر طاقة سريعة، إلا أن خبراء الأعصاب والتغذية حذروا من تأثيرها المباشر على الدماغ والذاكرة، خاصةً إذا لم يُرافقها بروتين أو دهون صحية.
ما الذي يجعل هذه الوجبة خطيرة على الدماغ؟
وفقًا لدراسة منشورة في مجلة Nutrients، فإن الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة يؤدي إلى:
ارتفاع مفاجئ في سكر الدم والأنسولين
تأثير سلبي على الموصلات العصبية
التهاب مزمن منخفض المستوى في الدماغ
انخفاض تدفق الدم إلى مناطق معينة من الدماغ المرتبطة بالتعلم والذاكرة
وهذا ما قد يُفسر شعور البعض بـ”ضباب الدماغ”، أو النسيان، أو صعوبة التركيز بعد وجبات معينة، خصوصًا في بداية اليوم.
دراسات تؤكد العلاقة بين السكر والذاكرة
أظهرت أبحاث أجريت على مدى سنوات طويلة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر ترتبط بـ:
انخفاض في الأداء الإدراكي مع التقدم في العمر
زيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر
تقلص حجم الحُصين hippocampus، وهو الجزء المسؤول عن تشكيل الذكريات
الأمر لا يقتصر على كبار السن، بل يمتد حتى إلى المراهقين والبالغين الشباب، الذين لاحظت الدراسات تدنٍ في وظائف الذاكرة بعد شهور من الاستهلاك المرتفع للسكريات والكربوهيدرات المعالجة.
ما البديل؟ كيف نبدأ يومنا دون إيذاء أدمغتنا؟
يوصي الخبراء بتناول وجبة إفطار متوازنة تتضمن:
مصدرًا للبروتين مثل البيض أو الزبادي اليوناني
دهونًا صحية مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو
كربوهيدرات معقدة مثل الشوفان الكامل أو الخبز الأسمر
مصادر ألياف مثل الفواكه أو الخضار
وشرب كمية كافية من الماء صباحاً
هذا النوع من الإفطار يُحافظ على استقرار سكر الدم، ويُغذي الدماغ بالوقود المناسب دون التسبب في تقلبات حادة تؤثر على الذاكرة والتركيز.
رسالة للأهالي: انتبهوا لأطفالكم!
من الضروري الانتباه لعادات الإفطار عند الأطفال والمراهقين، خصوصًا أن الدماغ في مراحل النمو حساس جدًا لتغذيته. الإفطار الغني بالسكريات والحبوب الصناعية قد يساهم في ضعف التركيز الدراسي، وزيادة التشتت، وسرعة النسيان.
قد تبدو وجبة الإفطار “الخفيفة والسريعة” خيارًا عمليًا في الصباح، لكنها تحمل ثمنًا باهظًا على المدى الطويل. الذاكرة لا تفقد دفعة واحدة… بل تنهار ببطء، ومع كل يوم تتكرر فيه هذه العادات، نفقد جزءًا من قدرتنا على التركيز والتذكر.
تحذير الأطباء واضح وصريح: راجع ما تتناوله كل صباح، فربما تكون وجبتك اليومية هي السبب الخفي وراء ضعف الذاكرة وتشتت الانتباه.
