منوعات عامة

“كارثة صامتة في كل بيت”… هذا الخطأ أثناء تشغيل المروحة يُسبب جفاف الرئة ويؤثر على القلب دون أن تشعر… احذر قبل فوات الأوان !!

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل غير مسبوق في العديد من الدول، يلجأ الملايين إلى استخدام المراوح الكهربائية كوسيلة سهلة واقتصادية لتبريد الجو داخل المنازل وغرف النوم. ولكن، وسط هذا الاعتماد الكبير على المراوح، بدأت تظهر تحذيرات طبية من مخاطر صحية صامتة يمكن أن تسببها طريقة الاستخدام الخاطئة لهذه الأجهزة البسيطة، دون أن يشعر بها الإنسان في البداية.

عدد من الأطباء والباحثين في مجالات طب الجهاز التنفسي وأمراض القلب حذروا من أن تشغيل المروحة بطريقة معينة، خاصة أثناء النوم ولساعات طويلة متواصلة، قد يؤدي إلى مشاكل صحية حقيقية تؤثر على المدى الطويل على الجهاز التنفسي والقلب وحتى على الجلد والعيون.

في التفاصيل، تؤكد الأبحاث أن توجيه المروحة بشكل مباشر نحو الجسم أثناء النوم يمكن أن يتسبب في تبخر الرطوبة من الجلد ومن الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى جفاف ملحوظ في الفم والأنف والحلق. ومع تكرار هذه العادة يومياً، خاصة خلال أشهر الصيف، تبدأ المشاكل في التفاقم تدريجياً، حيث يشعر الشخص بجفاف مزمن في الحلق، وسعال متكرر، وصعوبة في التنفس فور الاستيقاظ، وقد تتطور الحالة إلى التهابات مزمنة في الشعب الهوائية.

كما يشير بعض الخبراء إلى أن تدفق الهواء المستمر من المروحة على الجسم يؤدي إلى انخفاض في درجة حرارة العضلات أثناء النوم، ما قد يسبب تشنجات عضلية أو آلاماً في الرقبة والكتفين بعد الاستيقاظ، خاصة إذا كانت المروحة قريبة من السرير.

الأخطر من ذلك، بحسب عدد من الدراسات الحديثة التي نُشرت في مجلات علمية موثوقة، أن الاستخدام الخاطئ للمروحة ليلاً يمكن أن يؤثر على انتظام ضربات القلب، خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية مزمنة. إذ أن التبريد الزائد خلال النوم قد يؤدي إلى إجهاد في الجهاز العصبي، واضطراب في عمل القلب، دون أن يربط الإنسان السبب بالمروحة التي يشغلها كل ليلة.

كما أن حركة الهواء المستمرة تحفز حركة الغبار وحبوب اللقاح وجزيئات العفن التي قد تكون عالقة في هواء الغرفة، مما يزيد من احتمالية استنشاقها أثناء النوم، وخصوصاً لدى من يعانون من الحساسية أو الربو، وهو ما يفسر حالات الاختناق والسعال المتكرر خلال الليل.

ولتفادي هذه المشاكل الصحية الخطيرة، ينصح الأطباء بعدد من التدابير البسيطة التي تقلل من آثار المروحة وتمنع حدوث أي ضرر دون الحاجة إلى التخلي عنها بشكل كامل:

1. عدم توجيه المروحة مباشرة نحو الجسم أو الوجه، بل توجيهها بشكل غير مباشر أو جعلها تدور داخل الغرفة لتوزيع الهواء بشكل متوازن.

2. الحرص على تنظيف المروحة بانتظام من الغبار والأوساخ، لأن تراكم الجزيئات الدقيقة يمكن أن ينقلها الهواء إلى الجهاز التنفسي بسهولة.

3. استخدام مرطب هواء في الغرفة إذا كانت الأجواء جافة، لتقليل احتمالية جفاف الرئة والجلد.

4. عدم تشغيل المروحة طوال الليل، بل ضبطها على مؤقت زمني يتوقف بعد ساعات قليلة من النوم.

5. مراقبة أية أعراض غير معتادة مثل السعال الجاف أو ضيق التنفس أو الصداع الصباحي، والتوقف عن استخدام المروحة فوراً إذا ظهرت هذه الأعراض.

قد تبدو المروحة وسيلة آمنة وبسيطة لمواجهة حرارة الصيف، لكنها قد تتحول بصمت إلى مصدر لمشاكل صحية معقدة إذا لم يتم استخدامها بالشكل الصحيح. لذلك، فإن الوعي بطريقة التشغيل الصحيحة واتخاذ الاحتياطات اللازمة يساهم بشكل كبير في الوقاية من هذه الكارثة الصامتة التي تسكن غرف نومنا دون أن نعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!