“وداعًا لغيبوبة السكر”… عشبة سحرية تخفض السكر التراكمي… وتحمي البنكرياس فورًا !!

في عالم تتزايد فيه معدلات الإصابة بمرض السكري يوما بعد يوم، أصبحت الحاجة إلى حلول طبيعية وآمنة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. فالسكري ليس مجرد ارتفاع في مستوى الجلوكوز في الدم، بل هو مرض مزمن يمكن أن يترك آثارا خطيرة على القلب والكلى والأعصاب والعينين. ومن أخطر مضاعفاته غيبوبة السكر التي تحدث فجأة عند الارتفاع أو الانخفاض الحاد لمستويات الجلوكوز. وفي السنوات الأخيرة، لفتت الأنظار عشبة طبيعية معروفة منذ قرون بقدرتها الفائقة على تنظيم سكر الدم وحماية البنكرياس، إنها القرفة.
القرفة.. إرث طبي قديم تؤكده أبحاث العصر
القرفة ليست مجرد تابل يضفي نكهة ورائحة مميزة للطعام، بل هي مستودع غني بالمركبات الفعالة التي تمنحها خصائص طبية متعددة. استخدمت القرفة في الطب الصيني والهندي التقليدي لعلاج أمراض الجهاز الهضمي وتحسين الدورة الدموية، وأوصى بها الأطباء العرب القدامى لمرضى السكري قبل اكتشاف الأنسولين بقرون. ومع تقدم العلم، بدأ الباحثون في دراسة آليات عمل القرفة بدقة، فاكتشفوا أن المركب الأساسي فيها وهو سينمالدهيد يملك قدرة على تحسين وظيفة مستقبلات الأنسولين في الخلايا، مما يسهل دخول الجلوكوز إلى الداخل ويخفض نسبته في الدم.
كيف تحمي القرفة البنكرياس وتخفض السكر التراكمي
القرفة تعمل على عدة مستويات لحماية الجسم من مضاعفات السكري. فهي أولا تقلل مقاومة الخلايا للأنسولين، وهو العامل الأساسي في النوع الثاني من السكري. كما تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات التي تقلل الالتهاب في خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، وهذه الخلايا هي المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. حماية هذه الخلايا تعني الحفاظ على قدرة الجسم الطبيعية على تنظيم الجلوكوز لفترة أطول، وبالتالي تأخير تطور المرض.
وفي دراسة نشرت في مجلة Diabetes Care الأمريكية، تبين أن تناول 1 إلى 6 جرامات من مسحوق القرفة يوميا لمدة 40 يوما أدى إلى انخفاض ملحوظ في السكر التراكمي ومستويات السكر الصائم لدى المرضى، بالإضافة إلى تحسن في معدلات الدهون الثلاثية والكوليسترول. كما أشارت أبحاث أخرى إلى أن القرفة تساعد على تقليل امتصاص الجلوكوز من الأمعاء بعد الوجبات، مما يمنع الارتفاعات الحادة في مستويات السكر.
فوائد إضافية تدعم صحة مريض السكري
إلى جانب ضبط السكر، للقرفة فوائد أخرى تدعم صحة مرضى السكري. فهي تحسن الدورة الدموية وتقلل لزوجة الدم، ما يحد من خطر الجلطات. كما أن خصائصها المضادة للميكروبات تحمي من بعض الالتهابات التي قد تكون أكثر خطورة على المصابين بالسكري. وبفضل قدرتها على خفض الدهون الضارة وزيادة الكوليسترول النافع، فهي تحمي القلب والشرايين من التلف الذي قد يسببه ارتفاع السكر المزمن.
أفضل طرق تناول القرفة بانتظام
مشروب القرفة: غلي عودين من القرفة في كوبين من الماء لمدة 10 دقائق، ثم شربه دافئا على الريق أو بين الوجبات.
مسحوق القرفة: إضافة نصف ملعقة صغيرة من القرفة المطحونة إلى كوب من الزبادي أو الشوفان أو الحليب الدافئ.
في الطعام: رش القليل من القرفة على الفواكه أو إدخالها في وصفات الطبخ اليومية.
يجب التنويه إلى أن القرفة تحتوي على مادة الكومارين التي قد تؤثر على الكبد عند الإفراط، لذلك ينصح بعدم تجاوز ملعقة صغيرة يوميا للأشخاص الأصحاء، وباستشارة الطبيب خاصة لمرضى الكبد أو الذين يتناولون أدوية مميعة للدم.
القرفة ليست عصا سحرية تشفي من السكري في يوم وليلة، لكنها بإذن الله أداة فعالة وآمنة إذا استُخدمت بانتظام مع نمط حياة صحي يتضمن غذاء متوازنا وممارسة النشاط البدني. وهي مثال حي على أن الطبيعة تحمل في طياتها حلولا عظيمة قد تغنينا عن الكثير من الأدوية إذا عرفنا كيف نستفيد منها. فالوقاية والعلاج بيد الله، والأخذ بالأسباب واجب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء”.