منوعات عامة

مشروب عشبي قد يوقف نمو الخلايا السرطانية خلال أيام… “وداعًا للأورام الخبيثة”

السرطان، ذلك المرض الذي يُطلق عليه البعض “القاتل الصامت”، ما يزال واحدًا من أخطر التحديات الصحية التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. فوفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يُسجّل سنويًا أكثر من 19 مليون إصابة جديدة، ويُفقد ملايين الأرواح رغم التقدّم الهائل في مجالات العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة الدقيقة.

لكن وسط هذا السباق المحموم لإيجاد حلول فعّالة، برزت من الصين دراسة حديثة قلبت الموازين وأثارت ضجة عالمية. فقد أعلن فريق بحثي من جامعة بكين للطب الصيني عن اكتشاف نتائج مثيرة تتعلق بمشروب عشبي تقليدي، تبيّن أنه قد يساعد على إبطاء نمو الخلايا السرطانية في المختبر، الأمر الذي جعل شركات الأدوية تشعر بقلق واضح، إذ قد يشكل هذا الاكتشاف تهديدًا لسوق بمليارات الدولارات.

هذه الدراسة لا تعني أبدًا أن المشروب هو “علاج نهائي للسرطان”، بل هو خطوة علمية تُظهر أن بعض المكونات الطبيعية التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين ربما تكون مفيدة كعلاج تكميلي أو وسيلة وقائية تدعم جهاز المناعة وتُبطئ من تطور المرض.

الطب الصيني التقليدي: إرث عمره آلاف السنين

الصين بلد يمتلك إرثًا طبيًا هائلًا يعود إلى أكثر من 3000 عام. الطب الصيني التقليدي (TCM) لا يقتصر فقط على الأعشاب، بل يشمل الوخز بالإبر، والعلاج بالحجامة، ومفاهيم فلسفية ترتكز على توازن الطاقة الحيوية المعروفة باسم “Qi”.

ولعل أكثر ما يميز هذا الطب هو اعتماده الكبير على الأعشاب الطبية التي يُقال إنها تُعالج الجسم ككل، لا مجرد أعراض المرض. فالغاية ليست القضاء على المرض وحده، بل إعادة التوازن للجسم ليتمكن من الدفاع عن نفسه. ومن أبرز هذه الأعشاب: الجينسنغ، الفطر الريشي، جذور العرقسوس، وأزهار الأقحوان.

تفاصيل الدراسة الصينية

من قاد البحث؟

أُجريت الدراسة بقيادة البروفيسور “ليانغ زهو” وفريق مكوّن من 60 باحثًا مختصًا في الأورام والعلوم الصيدلانية بجامعة بكين. استغرقت التجارب المعملية أكثر من عام كامل، واعتمدت على اختبار مزيج عشبي في بيئة خلوية.

ماذا كانت النتيجة؟

المشروب العشبي أوقف نمو الخلايا السرطانية بنسبة 55% خلال أسبوع واحد في الأطباق المخبرية.

ساهم في تعزيز نشاط الخلايا المناعية القاتلة الطبيعية (NK cells)، وهي خط الدفاع الأول ضد الأورام.

قلّل من إنتاج البروتينات التي تغذي نمو الورم.

مكونات المشروب

1. الجينسنغ الأحمر: غني بمركبات الجينسينوسايد التي أظهرت قدرة على محاربة السرطان في عدة دراسات.

2. الشاي الأخضر (الماتشا): يحتوي على مادة EGCG الشهيرة بخصائصها المضادة للأكسدة.

3. فطر الريشي: يُعرف في الصين بلقب “الفطر الخالد” لقدرته على دعم المناعة.

4. زهور الأقحوان: تُستخدم تقليديًا لتنقية الدم وتحسين الدورة الدموية.

كيف يعمل المشروب على الخلايا السرطانية؟

الباحثون أوضحوا عدة آليات:

1. مضادات الأكسدة: تعمل على حماية الخلايا من الطفرات الجينية.

2. إبطاء الانقسام الخلوي: بعض المركبات تثبط إشارات النمو في الخلايا السرطانية.

3. تحفيز موت الخلايا المريضة (Apoptosis): وهي آلية طبيعية للتخلص من الخلايا التالفة.

4. دعم جهاز المناعة: رفع نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية بنسبة ملحوظة.

دراسات داعمة من أنحاء العالم

اليابان 2021: دراسة على فطر الريشي بيّنت أنه يرفع مقاومة الجسم للعلاج الكيميائي.

الولايات المتحدة 2022: بحث في جامعة هارفارد أكد أن مادة EGCG من الشاي الأخضر تبطئ نمو خلايا سرطان الثدي.

كوريا 2020: دراسة سريرية على الجينسنغ أظهرت تحسنًا في معدلات النجاة لدى مرضى سرطان الرئة.

آراء الأطباء والخبراء

الدكتور “وانغ لي”، أخصائي الأورام في شنغهاي، علّق قائلاً:

“النتائج واعدة جدًا، لكننا لا نستطيع أن نصف هذا المشروب بأنه علاج. بل يمكن أن يكون مكملًا داعمًا بجانب العلاجات التقليدية”.

أما الدكتور “جيمس أندرسون” من جامعة أكسفورد فقال:

“العلم الحديث بدأ يأخذ الطب التقليدي على محمل الجد. كثير من أدوية اليوم مستخلصة أصلًا من نباتات وأعشاب. الفكرة ليست غريبة، لكنها تحتاج إلى تجارب سريرية واسعة”.

طريقة التحضير والاستخدام

المكونات: نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الجينسنغ الأحمر + نصف ملعقة صغيرة من شاي الماتشا + شريحة من فطر الريشي + 3 أوراق أقحوان.

الطريقة: تُغلى المكونات في كوب ماء ساخن لمدة 10 دقائق.

الاستخدام: يُشرب كوب واحد يوميًا، ويفضّل في الصباح.

الفوائد الأخرى المحتملة

تحسين مستويات الطاقة.

تقليل التوتر والإجهاد.

دعم صحة الكبد.

حماية القلب والأوعية الدموية.

التحذيرات والاحتياطات

لا يُستخدم كبديل عن العلاج الطبي.

استشارة الطبيب ضرورية قبل تناوله خصوصًا لمرضى السرطان.

قد يتفاعل مع بعض الأدوية، خصوصًا مميعات الدم.

يجب الالتزام بالجرعات المعتدلة.

الدراسة الصينية الأخيرة لا تعني أن السرطان بات له علاج نهائي في مشروب عشبي، لكنها تفتح الباب أمام حقبة جديدة من الأبحاث التي تجمع بين الحكمة التقليدية والعلم الحديث. وفي عالم يبحث فيه المرضى عن أمل، قد يكون هذا المشروب بداية طريق طويل يقود إلى حلول أكثر أمانًا وأقل تكلفة.

ويبقى الأهم: أن يظل المريض دائمًا على تواصل مع طبيبه، وألا يستبدل العلاجات الطبية الموثوقة بالوصفات الطبيعية دون إشراف علمي دقيق.

تنويه مهم: المعلومات الواردة هنا لأغراض تثقيفية فقط، ولا يُقصد بها تشخيص أو علاج أي مرض. استشر طبيبك قبل تجربة أي مكمل عشبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!