عروس المستقبل تفارق الحياة قبل زفافها بـ48 ساعة بعد إجراء تجميلي بسيط.. القصة الكاملة!

في واقعة إنسانية مؤلمة أثارت الحزن والغضب في آنٍ معًا، رحلت طبيبة شابة عن عالمنا وهي تستعد لأجمل يوم في حياتها — يوم زفافها، لتتحول الفرحة إلى فاجعة، وتصبح “ليلة العمر” عنوانًا لحادثة تُسلّط الضوء على قضايا الإهمال الطبي وانتحال صفة الأطباء.
الضحية كانت طبيبة أسنان تبلغ من العمر ٢٦ عامًا، وتنتمي لعائلة مرموقة، إذ إنها حفيدة رئيس الوزراء المصري الأسبق كمال الدين حسين، وقد قررت، مثل كثير من الفتيات، الخضوع لإجراء تجميلي بسيط قبل حفل زفافها المقرر بعد أيام قليلة.
إجراء بسيط.. ونهاية مأساوية
في يوم ١٠ مايو ٢٠٢٣، توجهت الطبيبة الشابة إلى مركز تجميل شهير في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، لإجراء حقن تجميلي بمنطقة حساسة، رغبةً في الظهور بأبهى صورة في ليلة العمر.
لكن ما حدث داخل غرفة التجميل كان كارثيًا، إذ شعرت الفتاة بإعياء شديد ودوخة مفاجئة فور انتهاء عملية الحقن. تم نقلها إلى مستشفى كوبري القبة العسكري، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بعد يومين فقط، في ١٢ مايو، نتيجة جلطة في الشريان الرئوي، كما أكد التقرير الطبي.
التحقيقات تكشف الكارثة الأكبر
الصدمة لم تكن فقط في وفاة شابة كانت تستعد لحياتها الجديدة، بل في التفاصيل التي تكشفت لاحقًا خلال التحقيقات، والتي حصل موقع صدى البلد على نسخة منها.
فقد تبين أن الشخص الذي قام بإجراء الحقن ليس طبيبًا متخصصًا، كما ادعى، بل صيدلي متخرج منذ عام ٢٠٠٩، ولم يحصل على ترخيص بممارسة المهنة في هذا السياق. كما تبيّن أن زوجته، وهي المالكة الفعلية للمركز، ليست طبيبة تجميل كما كانت تُقدم نفسها، بل أخصائية علاج طبيعي.
هذا التضليل والإهمال أدى إلى نتائج مأساوية، حيث ارتكب “الطبيب المزيّف” خطأ فادحًا خلال عملية الحقن، أدى إلى تسرب مواد إلى مجرى الدم، فتكوّنت جلطة قاتلة في الشريان الرئوي، لم تُفلح معها محاولات إنقاذها.
شهادة صادمة من موظفة المركز
في التحقيقات، أدلت إحدى العاملات في المركز وتُدعى “ملك عبد الرحمن” بشهادة كشفت كثيرًا من الغموض، حيث قالت إنها تعمل منذ سنة تقريبًا، وإن المركز يضم ستة أشخاص يُقدمون أنفسهم كأطباء، ولكنها لا تعرف مؤهلاتهم الحقيقية، وأضافت: “أنا مسئولة عن الحجوزات فقط، ولما جت البنت وعملت الحقنة، خرجت بعدها متعبة جدًا”.
وذكرت أن المركز يحتوي على غرفتين فقط، واحدة مخصصة لليزر، وأخرى للحقن، وتُستخدم بدون رقابة حقيقية أو إشراف طبي واضح، في ظل غياب تراخيص واضحة أو متابعة من الجهات المختصة.
النيابة تتحرك.. والمتهمون إلى المحاكمة
الدكتور إمام الحفناوي، محامي الأسرة، أعلن أن النيابة العامة أحالت مالكة المركز وزوجها المتهم الرئيس إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة القتل الخطأ الناتج عن ممارسة مهنة الطب دون ترخيص، وانتحال صفة طبيب.
وقال في بيان: “الضحية شابة طموحة تنتمي إلى عائلة عريقة، وكانت تنتظر يوم زفافها، لكنها وقعت ضحية مركز غير مرخص، وأشخاص لعبوا بحياة البشر تحت وهم الجمال السريع”.
رسالة للمجتمع.. والنساء قبل الزفاف
هذه الحادثة المؤلمة ليست الأولى، وقد لا تكون الأخيرة ما لم يتحرك المجتمع بقوة لضبط قطاع التجميل، الذي بات يعج بغير المؤهلين، ويستقطب الضحايا من الفتيات الباحثات عن المثالية الجسدية قبل مناسباتهن الخاصة.
ينبغي التأكيد أن السلامة أولًا، وأن أي إجراء تجميلي — مهما بدا بسيطًا — لا بد أن يتم على يد طبيب متخصص معترف به من النقابة ومؤهل علميًا وتحت إشراف طبي ومكان مرخص.
رحلت العروس دون أن ترتدي فستانها الأبيض، وترك رحيلها جرحًا غائرًا في قلوب محبيها وعائلتها، لكن قصتها يجب ألا تمرّ مرور الكرام. فهذه ليست مجرد مأساة، بل دعوة للوعي، والتأكيد على أن الجمال الحقيقي لا يجب أن يكون على حساب الأرواح.