شيء غامض فوق ليبيا!”.. صور الأقمار الصناعية تكشف ظاهرة غير مسبوقة وتحذيرات عاجلة خلال 48 ساعة!!

في حادثة أربكت الأوساط العلمية والأرصادية، التقطت صور الأقمار الصناعية، يوم أمس، كتلة ضخمة وغامضة تتحرك فوق المناطق الشمالية الغربية من ليبيا، ما دفع الخبراء إلى إعلان حالة استنفار عاجلة وتحذير المواطنين من تداعيات جوية خطيرة خلال الساعات المقبلة.
الظاهرة التي وُصفت بـ”غير المألوفة”، ترافقت مع ارتفاع كثيف في الغبار والأتربة، ورياح بلغت سرعتها أكثر من 50 كم/ساعة، بحسب ما أفاد به المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبية صباح اليوم، الإثنين.
تحذيرات عاجلة وأجواء مشحونة بالغبار!
في نشرته الرسمية، قال المركز إن الرياح الغربية إلى الشمالية الغربية ستضرب بشكل عنيف مناطق:
رأس جدير، طرابلس، جبل نفوسة، سرت، مع توقعات بـهبوط في مدى الرؤية الأفقية في أكثر من محور نتيجة العواصف الرملية الكثيفة، التي بدأت تغطي سماء المدن منذ مساء الأحد.
وأفاد خبراء الأرصاد أن:
> “ما رصدته الأقمار الصناعية قد يكون نتيجة تصادم كتلتين هوائيتين شديدتي التباين في درجات الحرارة، الأمر الذي سبب دوامة غبارية كثيفة على شكل سحابة ضخمة تسببت بارتباك جوي على نطاق واسع”.
ماذا أظهرت صور الأقمار الصناعية؟
وفقاً لتحليل أولي من مركز “ميد سات” الأوروبي، فإن الكتلة المرصودة ظهرت بلون قاتم على نطاق يمتد من جنوب غرب طرابلس حتى الجفرة، وبدت وكأنها تشبه عاصفة غبارية مدارية، وهو أمر غير معتاد في هذا التوقيت من السنة، خاصة في ظل توقعات بأجواء مستقرة خلال الأسبوع الحالي.
وأوضح التقرير الفني للمركز أن:
> “الكتلة الغبارية قد تحمل معها تركيزاً مرتفعاً من الجزيئات الدقيقة، والتي قد تؤثر على الصحة العامة، خصوصاً لدى مرضى الجهاز التنفسي، والأطفال وكبار السن”.
درجات حرارة متفاوتة وصدمات حرارية بين المدن
الحالة الجوية لم تقف عند حدود الغبار والعواصف الرملية، بل رافقها تباين حاد في درجات الحرارة، حيث سجلت المناطق الداخلية مثل الكفرة والسرير وسبها حرارة تجاوزت 42 مئوية، في حين لم تتعدَ الحرارة في طرابلس ورأس جدير حاجز 27 درجة مئوية. هذا التفاوت الكبير، وفقاً لخبراء الطقس، يُنذر باستمرار الاضطرابات الجوية خلال اليومين القادمين، مع احتمالية تشكل موجات حر مفاجئة في بعض المناطق، يقابلها انخفاض حاد في مناطق أخرى.
المواطنون بين القلق والتأهب: “الغبار خانق والرؤية معدومة”
موجة الغبار الكثيف تسببت في توقف بعض الطرق الرئيسية في العاصمة، كما أُجبرت المدارس في عدة مناطق على إغلاق أبوابها بشكل مؤقت، واشتكى المواطنون من انعدام الرؤية وازدياد حالات الاختناق والتهابات العيون في المستشفيات.
قال المواطن الليبي “عبد المنعم دربالة” من مدينة غريان:
> “السماء كانت كأنها لوحة بنية.. الغبار يدخل البيوت من كل ثقب، والرؤية شبه معدومة.. لم أرَ شيئاً كهذا منذ سنين!”
ما القادم؟ وهل من خطر حقيقي؟
في حين لم تصدر حتى اللحظة تقارير مؤكدة حول وجود خطر دائم، إلا أن تحذيرات المركز الوطني أكدت على ضرورة تجنب الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، واستخدام الكمامات، لا سيما في المناطق المتضررة بشدة مثل سهل الجفارة، الحمادة، وغدامس. كما دعت الجهات الرسمية إلى تجنّب قيادة المركبات في الأوقات التي تشتد فيها العاصفة الغبارية، وذلك تفادياً للحوادث الناتجة عن تدنّي الرؤية، خصوصاً في الطرق الخارجية.
الظاهرة الأخيرة أعادت طرح تساؤلات عديدة حول التغيرات المناخية المتسارعة، ومدى تأثيرها على مناطق شمال إفريقيا، التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن مثل هذه الأحداث الجوية المتطرفة.
ويبقى الترقب سيد الموقف، بانتظار ما ستكشفه الأيام القادمة عن مدى شدة وتأثير هذه الكتلة الغامضة التي تسير في سماء ليبيا.