ظاهرة فلكية نادرة تهـ,ـز العالم أواخر يناير 2025! هل ستكون مصحوبة بزلازل خــطــ.ــيرة؟!
يترقب العالم يوم 21 يناير 2025 المقبل حدثًا فلكيًا نادرًا يُعرف باسم “التجمع الكوكبي”، حيث تصطف كواكب المجموعة الشمسية الثمانية في خط واحد، في مشهد يخطف الأنفاس ويدفع العلماء والهواة لاستكشاف عظمة هذا الكون. يُعد هذا الحدث استثنائيًا بكل المقاييس، فقد حدث آخر مرة منذ أكثر من 1073 عامًا في عام 949 ميلاديًا، ولن يتكرر مرة أخرى إلا في السادس من مايو 2492.
ما هو التجمع الكوكبي؟
التجمع الكوكبي هو ظاهرة تحدث عندما تتجمع كواكب المجموعة الشمسية في منطقة واحدة من السماء، كما تُرى من الأرض. وعلى الرغم من أن الكواكب تبدو وكأنها مصطفة في خط مستقيم، إلا أن هذا ليس دقيقًا تمامًا، لأن كواكب النظام الشمسي لا تدور جميعها في نفس المستوى حول الشمس. لذا، يعتمد هذا المشهد الساحر على منظورنا الأرضي.
التفاصيل العلمية للظاهرة
بحسب بيان الجمعية الفلكية بجدة، فإن التجمع الكوكبي ليس ظاهرة نادرة جدًا، بل يحدث كل نصف قرن تقريبًا، كما حدث في 18 أبريل 2002، عندما اجتمعت كواكب المشتري وزحل والمريخ والزهرة وعطارد في منظر أشبه بقلادة سماوية زينها هلال القمر. وسيتكرر ذلك مرة أخرى في 8 سبتمبر 2040.
أما التجمع المرتقب في يناير 2025، فإنه يُطلق عليه “كرنفال كوكبي”، حيث ستبلغ ذروته بين 25 و27 يناير. خلال هذه الفترة، ستُرى خمسة كواكب بالعين المجردة:
المريخ في الشرق.
المشتري في الجنوب الشرقي.
الزهرة وزحل بالقرب من بعضهما في الجنوب الغربي.
أما كوكبا أورانوس ونبتون، فهما يتطلبان تلسكوبًا لرصدهما.
هل هناك علاقة بين التجمع الكوكبي والزلازل؟
في ظل اهتمام الجمهور بهذا الحدث، ظهرت العديد من الادعاءات التي تربط بين اصطفاف الكواكب وحدوث الزلازل. ومع ذلك، أكدت الجمعية الفلكية بجدة أن هذه الادعاءات تفتقر إلى أي أساس علمي. فالزلازل تنشأ عن حركة الصفائح التكتونية، وهي ألواح ضخمة تشكل القشرة الأرضية وتتحرك بفعل قوى داخلية، ولا تتأثر بجاذبية الكواكب.
وقد أظهرت دراسات علمية عديدة، من بينها دراسة نُشرت في مجلة Nature عام 2011، أنه لا يوجد اختلاف في معدل حدوث الزلازل أثناء اصطفاف الكواكب مقارنة بالفترات الأخرى.
الظاهرة بين العلم والأسطورة
على الرغم من أن هذا الحدث قد يُلهب خيال البعض ويُعيد إحياء الأساطير القديمة التي تربط بين الظواهر الفلكية والكوارث الطبيعية، إلا أن العلم الحديث يؤكد أن مثل هذه الأحداث لا تؤثر على الأرض بشكل مباشر. بل يُعتبر هذا التجمع فرصة فريدة للتأمل في جمال الكون وإثارة فضول الأجيال القادمة لاستكشاف أسراره.
كيف تستعد لرصد الحدث؟
اختر مكانًا بعيدًا عن التلوث الضوئي.
احرص على استخدام تلسكوب بسيط لرؤية الكواكب البعيدة مثل أورانوس ونبتون.
تابع نشرات الجمعيات الفلكية للحصول على توقيتات دقيقة لرؤية الكواكب في منطقتك.
وفي الختام
يُعد التجمع الكوكبي في يناير 2025 تذكيرًا بجمال الكون وترابطه، وفرصة نادرة للنظر إلى السماء والتأمل في عظمة الخالق. وبينما تُشغلنا الحياة اليومية، تُعيدنا مثل هذه الظواهر إلى إدراك موقعنا الصغير في هذا الكون الشاسع.