صوت عزف موسيقي غامض يتردد فوق صحراء مقفرة!.. العلماء يكشفون الحقيقة الصادمة وراء الظاهرة العجيبة!

في ظاهرة فريدة أدهشت السكان المحليين وعلماء الطبيعة على حد سواء، تردد صوت عزف موسيقي غريب فوق منطقة صحراوية مقفرة، حيث لا توجد أي علامات على وجود بشر أو آلات موسيقية قريبة. المشهد كان غامضًا ومثيرًا للفضول: ألحان متناثرة تُسمع بوضوح وسط صمت الرمال والسماء الخالية!
بداية الحكاية
حدثت الواقعة في إحدى الصحارى الواسعة التي تمتد عبر ولايتين في الجنوب الغربي للولايات المتحدة. شهود عيان من مستكشفي الطبيعة وسكان محليين أكدوا أنهم سمعوا ما وصفوه بـ”موسيقى خفيفة جميلة لكنها مبهمة”، تمتد لدقائق في الهواء، قبل أن تختفي فجأة دون أي تفسير. سرعان ما انتشر الخبر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت النظريات تتكاثر:
هل هو عمل فني مخفي؟
هل هو ظاهرة طبيعية نادرة؟
أم أن هناك تفسيرًا علميًا مخفيًا؟
تحقيقات علمية مكثفة
بعد انتشار الظاهرة، تدخل فريق من علماء الجيولوجيا والمناخ وعلم الأصوات الطبيعية (Bioacoustics) لدراسة الحدث على أرض الواقع.
المفاجأة العلمية الكبرى
النتائج كانت مذهلة:
الصوت لم يكن ناتجًا عن أي آلة موسيقية بشرية، بل كان نتيجة تفاعل معقد بين الرياح والكثبان الرملية!
هذه الظاهرة تعرف علميًا باسم: “الغناء الرملي” أو “الزحف الموسيقي للكثبان” (Singing Sand Dunes).
كيف يحدث “غناء الرمال”؟
عندما تهب الرياح بقوة معينة على بعض أنواع الرمال الخاصة (ذات الحجم والشكل والتركيب الدقيق)، تبدأ الحبيبات بالاهتزاز معًا بطريقة تنتج موجات صوتية. هذه الموجات تتحول إلى أصوات شبيهة بالعزف أو الطنين أو الهسهسة، ويمكن أن تتراوح نغمتها بين نغمات خفيفة موسيقية وأحيانًا إلى أصوات أكثر حدة.
تحتاج هذه الظاهرة إلى شروط بيئية محددة للغاية:
رطوبة منخفضة جدًا.
نوع معين من الرمال الناعمة الجافة النقية.
رياح بسرعة مثالية.
بعض الكثبان الرملية حول العالم تشتهر بإصدار أصوات تصل قوتها إلى 105 ديسيبيل، أي بنفس شدة ضوضاء دراجة نارية!
أماكن أخرى مشهورة بهذه الظاهرة
صحراء ناميب في أفريقيا.
كثبان باديان جاران في الصين.
كثبان البحر الأبيض المتوسط في المغرب.
كثبان ولاية نيفادا في الولايات المتحدة.
وقد سجلت هذه المناطق أصواتاً تشبه إلى حد بعيد الآلات الموسيقية الطبيعية أو الطبول أو حتى الجوقات الغامضة.
لماذا نشعر أن الصوت “موسيقي”؟
علماء الأصوات يفسرون ذلك بأن ترددات الاهتزازات الرملية تنتج ترددات صوتية منتظمة، تمامًا كالأوتار المشدودة في الآلات الموسيقية، مما يمنحها طابعًا “موسيقيًا” طبيعيًا على الرغم من أن مصدره طبيعي بحت.
الخلاصة
رغم أن المشهد بدا وكأنه من فيلم خيال علمي أو رواية غامضة، إلا أن الطبيعة ما تزال تبهرنا بقدرتها على إنتاج أعاجيب لا تصدق، بمجرد توافر الظروف المناسبة. في كل مرة نعتقد أننا نعرف كل شيء عن كوكبنا، يظهر لنا وجه جديد مدهش للطبيعة، يذكرنا بمدى عمق وغموض العالم الذي نعيش فيه.