بركان خامد ينفث دخاناً غريب اللون فجأة!.. العلماء يعلنون حالة استنفار والناس يترقبون!

في تطور مفاجئ أثار القلق حول العالم، عاد بركان “ليووتوبي لاكي-لاكي” في جزيرة فلوريس الإندونيسية إلى النشاط بعد سنوات من السكون، مطلقًا سحبًا ضخمة من الرماد والغبار الملون إلى ارتفاعات غير مسبوقة، وسط حالة طوارئ وتأهب قصوى أعلنتها السلطات الإندونيسية.
بداية مفاجئة: انفجار مدوٍ يهز الجزيرة
شهدت المنطقة انفجارًا قويًا مساء السبت، تبعه ثوران استمر حتى مساء الأحد، وفقًا لما أكده مركز علم البراكين والتخفيف من المخاطر الجيولوجية في إندونيسيا. وقد وصل عمود الرماد البركاني إلى ارتفاع هائل بلغ 4 آلاف متر فوق فوهة البركان، في مشهد رهيب وثقته عدسات السكان والسياح الذين كانوا متواجدين بالقرب من الموقع.
شهود العيان تحدثوا عن “صوت انفجار ضخم” هز الأرض، تبعه مشهد دراماتيكي لانبعاث سحب دخانية ذات ألوان متغيرة ومثيرة للدهشة، ما أثار ذعر الكثيرين وأدى إلى انتشار التحذيرات بسرعة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
حالة طوارئ وتحذيرات مشددة للسكان
سرعان ما أصدرت السلطات المحلية بيانًا عاجلًا دعت فيه جميع السكان والزوار إلى الابتعاد مسافة لا تقل عن 6 كيلومترات من محيط البركان، تحسبًا لأي انفجارات إضافية أو تساقط للرماد البركاني الثقيل. وأوضحت السلطات أن المنطقة تخضع لمراقبة دقيقة عبر أجهزة الاستشعار وطائرات استطلاع، مشيرة إلى أن النشاط الحالي “قد يشهد تطورًا سريعًا وغير متوقع”، وهو ما يستدعي البقاء في حالة استعداد دائم.
آثار الثوران: تعطل الطيران وانبعاث غازات ملونة
نتيجة لكثافة الرماد المنبعث، تأثرت حركة الطيران في بعض المناطق، بما في ذلك الرحلات عبر بالي والمطارات القريبة من جزيرة فلوريس. الطائرات اضطرت إلى تغيير مساراتها لتجنب سحب الرماد التي قد تسبب أضرارًا جسيمة لمحركات الطائرات.
وما أثار دهشة العلماء أن الدخان والرماد المنبعثين حملا ألوانًا مائلة إلى الرمادي المزرق، وهي ظاهرة نادرة تحدث بسبب احتواء الغازات البركانية على نسب عالية من الكبريت والمعادن النادرة التي تتفاعل مع درجات الحرارة المرتفعة.
لماذا ينفث البركان دخانًا غريب اللون؟
بحسب تصريحات مركز البراكين الإندونيسي، فإن تغير لون الدخان قد يعود إلى:
ارتفاع نسبة الكبريت، مما يؤدي إلى لون أزرق مائل للرمادي. وجود معادن مثل النحاس أو الزنك التي تتبخر عند درجات حرارة عالية، وتعطي ظلالاً مميزة. تفاعل البخار مع مكونات الصخور البركانية مما يخلق مركبات كيميائية جديدة. كل هذه العوامل تساهم في هذا المظهر الغريب والمثير للدخان المنبعث.
هل هناك خطر وشيك على السكان؟
حتى الآن، لم تُسجل زلازل كبيرة أو تشققات أرضية مرافقة للثوران، وهي عادة مؤشرات مقلقة على قرب انفجار ضخم. مع ذلك، يحذر العلماء من أن النشاط البركاني قد يتصاعد فجأة، داعين السكان إلى الالتزام بالتعليمات وعدم الاقتراب من محيط البركان تحت أي ظرف.
ويواصل الخبراء تحليل عينات الرماد والغازات المنبعثة لفهم طبيعة النشاط البركاني الحالي بشكل أدق، محذرين من احتمالية تساقط الرماد الكثيف الذي قد يؤثر على صحة الجهاز التنفسي للسكان.
تذكير بأحداث سابقة: دروس من الماضي
جدير بالذكر أن بركان “ليووتوبي لاكي-لاكي” شهد ثورانًا سابقًا في مارس الماضي، تسبب في تعطيل عشرات الرحلات الجوية، وأدى إلى تراكم طبقات من الرماد غطت المنازل والطرق الزراعية في محيطه. كما أن إندونيسيا، التي تقع ضمن “حلقة النار” الشهيرة في المحيط الهادئ، تضم أكثر من 120 بركانًا نشطًا، مما يجعلها من أكثر الدول تعرضًا لخطر الكوارث البركانية.
الخلاصة: ترقب عالمي لنتائج التحقيقات
بينما يعمل العلماء ليلًا ونهارًا لتحليل النشاط الغريب لهذا البركان الخامد، يعيش سكان جزيرة فلوريس حالة من القلق والتأهب، مترقبين أي مستجدات قد تحمل تحذيرات إضافية أو تطمينات مستقبلية. وفي النهاية، تذكرنا هذه الظواهر الطبيعية الغامضة بقوة الطبيعة العظيمة، وضرورة الاحترام والحذر الدائم في مواجهة قواها المتقلبة.