أقتراحات عامةمنوعات عامة

سر النوم في الإسلام: لماذا نهى النبي عن النوم على البطن؟ وماذا يكشف العلم الحديث؟!

في حياة الإنسان اليومية، تبدو أوضاع النوم وكأنها تفاصيل صغيرة لا تُؤخذ على محمل الجد، لكنها في الحقيقة قد تكون مفتاحًا لصحة أفضل أو بداية لمتاعب خفية. ومن بين هذه الأوضاع المثيرة للجدل، النوم على البطن، الذي نهى عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 عام، وهو ما يدفعنا للتساؤل: لماذا؟ وهل يتفق الطب الحديث مع هذا التوجيه النبوي؟

في هذا المقال، نكشف الحقيقة الكاملة وراء النهي النبوي، ونقارنها بالاكتشافات الطبية الحديثة، لنُدرك كيف سبق الإسلام العلم الحديث في توجيهاته التي تخص أدق تفاصيل حياة الإنسان.

أولاً: التوجيه النبوي حول وضعية النوم

ورد في حديث صحيح رواه أبو داود عن طخفة بن قيس الغفاري رضي الله عنه قال:

> “بَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بَطْنِي، إِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ. قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.

هذا النهي لم يكن مجرد مسألة شكلية، بل كان يحمل في طياته أبعادًا صحية ونفسية وروحية، تتكامل مع فلسفة الإسلام في رعاية الجسد والروح.

ثانيًا: كيف فسّر العلماء هذا النهي؟

أجمع العلماء على أن النهي الوارد في الحديث يُحمل على الكراهة التنزيهية، أي أن النوم على البطن مكروه وليس محرّمًا، إلا إذا وُجدت ضرورة صحية تفرض ذلك.

وقد جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية:

“النهي في الحديث للكراهة، وليس التحريم، ويُرفع ذلك لمن له عذر طبي أو لا يستطيع النوم إلا بهذه الهيئة.”

ثالثًا: الاكتشافات الطبية الحديثة تُؤكد روعة التوجيه النبوي

أظهرت عدة دراسات طبية أن النوم على البطن قد يؤدي إلى:

ضغط على القلب والرئتين مما يسبب صعوبة في التنفس. خلل في الدورة الدموية بسبب توزيع غير متوازن للوزن. آلام في الرقبة والظهر نتيجة التواء العمود الفقري.

زيادة خطر ارتجاع المريء.

وفي دراسة نُشرت في مجلة “Sleep Science” عام 2022، تبيّن أن النوم على البطن يزيد من احتمالية انقطاع النفس النومي ويؤثر سلبًا على جودة النوم العميق.

رابعًا: كيف كان ينام النبي صلى الله عليه وسلم؟

في صحيح البخاري، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ”. وقد أوصى النبي بالوضوء قبل النوم، وقراءة الأذكار، والنوم على الشق الأيمن، لما فيه من فوائد صحية عديدة:

يُساعد في تنشيط الجهاز اللمفاوي.

يُقلل من الضغط على القلب.

يُعزز تدفق الدم إلى الدماغ.

يسهّل عملية الهضم.

خامسًا: هل يُحاسب الإنسان على هيئة نومه؟

أكد العلماء، ومنهم الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإنسان لا يُؤاخذ على هيئته أثناء النوم طالما لم يتعمدها، لأن النائم مرفوع عنه التكليف كما في الحديث الشريف:

“رُفِع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ…”

الإسلام سبق العلم في أدق تفاصيل الحياة

النهي عن النوم على البطن ليس مجرد مسألة دينية فحسب، بل هو مزيج رائع من التوجيه الإلهي والعناية الصحية. ومرة بعد مرة، يُثبت العلم الحديث أن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليست فقط عبادة، بل دليل حياة.

 

فهل آن الأوان أن نعيد التفكير في عاداتنا اليومية، ونتّبع ما جاء به خير خلق الله؟

ربما تكون وضعية نومك الليلة، بداية جديدة لصحة أفضل، ونوم أعمق، وحياة أقرب للهدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!