أقتراحات عامةصحة

الجوز: السلاح الطبيعي الخفي لمحاربة سرطان القولون… ماذا يقول العلم؟!

في عالم تكثر فيه الأمراض المزمنة، وتتصاعد فيه المخاوف من السرطان، يواصل العلم كشف أسرار الغذاء الطبيعي ودوره الوقائي في حماية أجسامنا. ومن أبرز هذه الاكتشافات الحديثة، ما كشفت عنه دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Cancer Prevention Research، والتي سلّطت الضوء على ثمرة قد تكون موجودة على مائدتك دون أن تعرف قدرها: الجوز.

فهل يعقل أن يكون تناول حفنة من الجوز يوميًا وسيلة للوقاية من أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وخطورة؟ دعونا نكتشف التفاصيل.

الجوز تحت المجهر العلمي

الدراسة الجديدة، التي قادها باحثون من كلية الطب بجامعة كونيتيكت الأميركية، تعتبر من أوائل التجارب السريرية التي تربط بشكل مباشر بين تناول الجوز وتأثيراته الإيجابية على القولون، وبشكل خاص على مؤشرات خطر الإصابة بسرطان القولون. ويُعزى هذا التأثير الإيجابي إلى مركبات طبيعية تُدعى إيلاجيتانينات، والتي تتحول بفعل البكتيريا النافعة في الأمعاء إلى مركبات أخرى نشطة تُعرف بـيوروليثينات، أبرزها يوروليثين أ.

كيف يعمل الجوز داخل الجسم؟

بفضل وجود هذه المركبات النشطة، لاحظ الباحثون أن الجوز يعمل على:

تقليل البروتينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون مثل بروتين “الفيمنتين”. خفض علامات الالتهاب داخل القولون، وهو أمر بالغ الأهمية لأن الالتهاب المزمن يعتبر أرضًا خصبة لنمو الخلايا السرطانية.

دعم توازن ميكروبيوم الأمعاء، ما ينعكس إيجابًا على الجهاز المناعي وصحة الجهاز الهضمي. وباستخدام أحدث تقنيات التصوير والفحص المخبري، تم تسجيل انخفاض ملحوظ في مؤشرات الخطر لدى المشاركين الذين واظبوا على تناول الجوز بانتظام.

الوقاية بالغذاء… لا الدواء فقط

بحسب الدراسة، لا يُعد الجوز دواءً بحد ذاته، لكنه غذاءٌ وظيفيّ يساهم بفعالية في تقليل فرص تطور المرض، خاصة لمن يتمتعون بنظام غذائي صحي وأمعاء تحتوي على بكتيريا نافعة متوازنة.

ويُشدد الباحثون على أن الجوز يتميز بخصائص تجعله:

غنيًا بمضادات الأكسدة.

مصدرًا ممتازًا للأوميغا 3 النباتية.

خاليًا من أي آثار جانبية تُذكر عند تناوله باعتدال.

الأرقام تتكلم: لماذا هذه الدراسة مهمة؟

في الولايات المتحدة وحدها، تم تسجيل أكثر من 141,000 حالة جديدة من سرطان القولون والمستقيم خلال عام 2021. توفي أكثر من 52,000 شخص بسبب هذا المرض في عام 2022 فقط. وفي عام 2025، تُقدّر الإصابات بنحو 107,000 حالة جديدة لسرطان القولون، موزعة تقريبًا بالتساوي بين الرجال والنساء. هذه الأرقام المخيفة تجعل من كل وسيلة وقائية طبيعية فرصة يجب عدم التفريط بها.

 حفنة جوز يوميًا؟ نعم!

وفقًا للنتائج، تناول 28-30 غرامًا من الجوز يوميًا (ما يعادل حفنة صغيرة) يمكن أن يكون إضافة فعالة لروتينك الغذائي. لكن تذكّر: لا توجد وصفة سحرية. الجوز وحده لا يكفي ما لم يكن جزءًا من نمط حياة صحي يشمل:

التغذية المتوازنة.

ممارسة الرياضة.

الابتعاد عن التدخين والسكريات الزائدة.

الخضوع للفحص الدوري للكشف المبكر.

الجوز لم يعد مجرد وجبة خفيفة بين الوجبات. إنه حليفك الصامت ضد أخطر الأمراض. وبينما يتسابق الطب لاكتشاف علاجات جديدة، ربما يحمل طبقك اليومي واحدة من أبسط وأقوى وسائل الوقاية الطبيعية.

اجعل الجوز جزءًا من غذائك… فربما يحفظك من رحلة علاج طويلة لاحقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!