فقدان الوزن يغيّر المعادلة.. دراسة علمية تكشف مفتاح الشفاء من السكري!

هل يمكن الشفاء من داء السكري من النوع الثاني؟
لسنوات طويلة، اعتُبر هذا المرض مزمناً لا يمكن التخلص منه، لكن دراسة حديثة نشرتها مجلة Lancet Diabetes & Endocrinology تقلب المفاهيم رأسًا على عقب: الشفاء التام ممكن، وفقدان الوزن هو المفتاح.
كل كيلوغرام يصنع فرقًا!
أظهرت الدراسة، التي حللت بيانات 22 دراسة عالية الجودة، أن كل كيلوغرام يفقده مريض السكري من النوع الثاني يُحسن من فرص التحكم بالمرض، ويزيد من إمكانية الشفاء. وبالأرقام: كل 1% من الوزن المفقود يزيد فرصة الشفاء بنسبة 2.71%. هذه النسبة قد تبدو بسيطة، لكنها تصبح مذهلة عند خسارة 20% أو أكثر من الوزن. فمن بين من خسروا 20% إلى 29% من أوزانهم، شُفي نصفهم تقريبًا تمامًا من السكري، بينما اقتربت النسبة إلى 80% لدى من فقدوا 30% أو أكثر!
ما تعريف “الشفاء التام” من السكري؟
تعتمد الدراسة في تعريف الشفاء التام على المعايير التالية:
مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c) أقل من 6.0% دون استخدام أدوية. أو سكر دم صائم أقل من 100 ملغم/ديسيلتر بعد عام من فقدان الوزن. أما التحسن الجزئي، فيتحقق عندما تنخفض النسب إلى ما دون 6.5% للهيموغلوبين السكري، أو سكر دم صائم دون 126 ملغم/ديسيلتر.
النتائج بالأرقام:
48% من المشاركين في الدراسة شُفوا تمامًا بعد فقدان الوزن. 41% حققوا تحسنًا جزئيًا ملحوظًا. من فقدوا أكثر من 30% من وزنهم، وصلت نسبة الشفاء بينهم إلى 80%!
لماذا فقدان الوزن مؤثر بهذا الشكل؟
يفسّر الباحثون ذلك بأن الدهون الزائدة في الجسم، خاصة حول الكبد والبنكرياس، تُضعف قدرة الجسم على تنظيم السكر وإنتاج الإنسولين. وعندما يتم التخلص من هذه الدهون من خلال خسارة الوزن، تُستعاد وظائف هذه الأعضاء الحيوية بشكل ملحوظ.
رسالة أمل جديدة:
هذه الدراسة تمنح ملايين المرضى حول العالم أملًا حقيقيًا في الشفاء، لكنها أيضًا تؤكد على أهمية الإرادة الشخصية، والانضباط الغذائي، والنشاط البدني كجزء من خطة العلاج، وليس فقط الاعتماد على الأدوية.
في زمن تتزايد فيه معدلات السمنة وداء السكري، تُثبت هذه الدراسة أن جسم الإنسان قادر على التعافي إذا ما أُتيحت له الفرصة. كل كيلوغرام تخسره، ليس فقط رقمًا على الميزان، بل خطوة حقيقية نحو حياة خالية من السكري.