في زمن تتزايد فيه نسب الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض المناعة حول العالم، بات من الضروري إعادة النظر في عاداتنا الغذائية اليومية، خاصة مع وجود أطعمة نستهلكها بشكل منتظم دون أن نعلم أنها تدمر الكلى وتُضعف الجهاز المناعي بشكل تدريجي.
ففي تقرير طبي حديث، حذّر أطباء متخصصون في أمراض الكلى والمناعة من قائمة أطعمة يجب الحذر منها فورًا، لأنها تتسبب بمرور الوقت في تلف الكلى، إرهاق المناعة، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، خصوصًا إذا تم تناولها بكثرة وبدون رقابة طبية.
1. الأطعمة المصنعة والمعلبة: خطر الصوديوم الخفي
من أخطر ما يمكن تناوله بشكل يومي هي الأطعمة المعلبة مثل اللحوم المجمدة، الشوربات الجاهزة، المخللات، والجبن المصنع، حيث تحتوي على كميات ضخمة من الصوديوم والمواد الحافظة.
يقول د. حسام فؤاد، أخصائي أمراض الكلى: “كلما زادت نسبة الصوديوم في الطعام، زاد العبء على الكلى.. الكلى لا تستطيع معالجة هذا الكم من الأملاح بشكل مستمر، ما يؤدي إلى تآكلها تدريجيًا”. الصوديوم يرفع ضغط الدم، ويزيد من احتباس السوائل، ويُضعف القدرة على ترشيح السموم، مما يجعل الكلى تعمل فوق طاقتها.
2. اللحوم الحمراء والبروتين الحيواني: عبء لا يُحتمل
رغم أن البروتين ضروري للجسم، إلا أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء أو الكبد أو الكلاوي قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة.
“عند تناول كميات كبيرة من البروتين، ينتج الجسم مركبات نيتروجينية سامة، ويتعين على الكلى ترشيحها.. ومع الوقت، قد يتسبب هذا بخلل دائم في وظائف الكلى”، كما يقول د. عمرو الجمل، أستاذ أمراض الباطنة والكلى.
3. المشروبات الغازية: خطر مزدوج على الكلى والمناعة
تحتوي المشروبات الغازية على كميات ضخمة من:
السكر المكرر
الفركتوز الصناعي
حمض الفوسفوريك
هذه المركبات تؤدي إلى تكوين حصوات الكلى، وتؤثر على حمضية الدم، وتضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى. عبوة واحدة من المشروبات الغازية تحتوي على أكثر من 9 ملاعق سكر!”، بحسب هيئة الصحة العالمية.
4. السكر الأبيض والحلويات المصنعة: السم الأبيض
الإفراط في تناول السكر لا يزيد فقط من الوزن، بل يرفع مستويات الأنسولين ويحفّز الالتهابات المزمنة التي تضعف المناعة وتؤثر على الدورة الدموية للكلى. دراسات أكدت أن مرضى السكري أكثر عرضة بـ 5 أضعاف للإصابة بالفشل الكلوي مقارنة بغيرهم.
5. الأطعمة الغنية بالفسفور الخفي: الجبن المذاب، اللحوم المصنعة
الفوسفور الزائد يختبئ في الكثير من الأغذية المصنعة. وعندما تتراكم مستوياته في الدم، يعجز الجسم عن التخلص منه بسهولة، مما يسبب ضعفًا في العظام، وأضرارًا للكلى، ومشاكل في القلب.
6. الزيوت المهدرجة والدهون الصناعية: العدو الخفي
تتواجد في الشيبسي، المخبوزات التجارية، الأطعمة السريعة، وكل ما يتم قليه في زيت معاد استخدامه. هذه الدهون:
ترفع الكوليسترول الضار.
تؤثر على تدفق الدم إلى الكلى.
تثبّط الجهاز المناعي وتزيد من الالتهابات المزمنة.
هل يمكن استعادة صحة الكلى؟
نعم، تؤكد الدراسات أن اتباع نظام غذائي صحي، والإكثار من شرب الماء، وتقليل الملح والبروتين الحيواني، يساعد في تحسين وظائف الكلى إذا لم تكن الحالة قد تطورت إلى مرحلة متقدمة.
ينصح الأطباء أيضًا بـ:
تناول الفواكه والخضروات الطازجة.
الاعتماد على البروتين النباتي (العدس، الفول، المكسرات).
ممارسة الرياضة يوميًا.
الابتعاد عن التدخين والكحول.
غذاؤك.. قرارك
الكلى عضو صامت، لا يصرخ عند بداية المرض، ولا يظهر الألم إلا بعد فوات الأوان. والاختيار في يدك:
إما أن تكون غذاءً لها.. أو عبئًا عليها. فهل حان الوقت لإعادة النظر في طبقك اليومي؟
