جبل يصدر أصواتاً صاخبة من باطنه!.. تحذيرات من تغيرات مرعبة تحت الأرض في قلب جبال الألب!

في مشهدٍ لا يقل إثارة عن أفلام الخيال العلمي، بدأت أصوات غريبة ومرعبة تُسمع من قلب جبل يونغفراو يوخ (Jungfraujoch) الشهير في جبال الألب السويسرية. أصواتٌ صاخبة تشبه الأنين والاهتزازات العميقة، وصرير الصخور، وصدى الجليد المتكسر… لكن هذه الأصوات ليست مجرد ضجيج عابر، بل تحذير بيئي مبكر.
ما الذي يحدث في عمق هذا الجبل الصامت؟ ولماذا حذر الباحثون؟
بيئة تتكلم… والأرض تُنذر!
في محطة الأبحاث الواقعة فوق قمة جبل يونغفراو، حيث تلتقي الرياح الباردة بالصاعدة من الوديان الدافئة، يبدأ كل شيء برقصة عجيبة في الهواء. هذه الرقصة الجوية تصنع سمفونية مرعبة من الأصوات:
صرير الصخور المنفصلة عن سفوح الجبل.
هدير الأنهار الجليدية التي تتحرك.
صوت الجليد وهو يتكسر ويصطدم بالمنشآت.
وحتى طنين الرياح العاتية عبر الممرات الثلجية.
لكن ما لم يكن عادياً، هو ازدياد حدة هذه الأصوات بشكل غير مسبوق، مما دفع الباحثين لإطلاق تحذيرات أولية بشأن نشاط جيولوجي ومناخي مقلق للغاية.
رحلة فنية – علمية في قلب الطبيعة
الفنان والباحث الصوتي فيليب سامارتسيس، الأستاذ المشارك في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن، أمضى ثلاثة أسابيع وسط البيئة المتطرفة لهذا الجبل، ليس كعالم جيولوجيا، بل كمُستمع محترف يحوّل الظواهر البيئية إلى صوت.
باستخدام:
عشرات الميكروفونات الحساسة.
هيدروفونات (لرصد الأصوات في الجليد والمياه).
مقاييس التسارع.
استطاع سامارتسيس تسجيل ما يقرب من 150 ساعة صوتية، التقطت لحظات انفصال الصخور، تذوّب الجليد، ارتجاج القمم، وحتى حفيف الرياح المتغيرة… وكلها إشارات حية لتحول جذري يحدث تحت أقدامنا.
تحذير مبكر: الصوت يسبق الكارثة!
يرى سامارتسيس أن هذه التسجيلات ليست فقط تجربة فنية، بل تمثل أداة علمية وإنسانية لتوصيل تأثيرات التغير المناخي بطريقة جديدة وفعالة.
فالأصوات المُسجلة تمثل:
تقلص الأنهار الجليدية.
ذوبان طبقات الجليد بسرعة متزايدة.
حركة غير طبيعية في باطن الجبال.
وكل ذلك يعني شيئًا واحدًا:
الكوكب يتغير أمام أعيننا، بل وأمام آذاننا، بشكل لا يمكن تجاهله.
اللقاء بين الفن والعِلم… هل يوقظ العالم؟
يقول فيليب:
“أنا لست عالماً، لكني أستخدم الفن لتوضيح هذه المشاهدات والشواغل. من خلال الصوت، يمكننا أن نُشعر الناس بما يحدث فعلاً.”
وقد قام بتركيب صوتي يستغرق 45 دقيقة في جامعة زيورخ للفنون، يجمع بين:
الصوت الطبيعي للجبل.
أصوات البشر في موقع البحث.
الأصداء التي تُشبه دقات قلب الجبل وهو يحتضر ببطء.
عندما يتحدث الجبل… هل سنصغي؟
ليست هذه الأصوات مجرد ضجيج جبلي، بل هي صرخة من الأرض تطلب منا أن نعيد التفكير في علاقتنا بالطبيعة. التحذيرات لا تأتي فقط من العلماء… بل من الصخور والجليد والهواء.
والسؤال اليوم:
هل سننتظر الزلزال والانهيار؟ أم سنستمع إلى الأصوات قبل فوات الأوان؟