إحذر هذا المكمل “الطبيعي”.. يدمر أعصابك في صمت ويُربك دماغك تدريجيًا!.. الملايين يتناولونه يوميًا دون علم بالخطر!

في زمن يتجه فيه الناس إلى ما يُعرف بالطب البديل والمكملات “الطبيعية”، برزت تحذيرات طبية جديدة تُسلط الضوء على جانب مظلم وخطير، لم يكن في الحسبان. نتحدث اليوم عن نوع شائع جدًا من المكملات، يُباع في كل مكان، من الصيدليات إلى المتاجر الإلكترونية، ويُروج له على أنه “يعزز الطاقة، يحسن التركيز، ويقوّي الذاكرة”. لكنه في الحقيقة، قد يكون السبب الخفي وراء شعورك الدائم بالتوتر، ضعف النوم، الصداع، وربما حتى الاكتئاب.
ما هو هذا المكمل؟
إنه المكمل المعروف باسم “الجينسنغ” (Ginseng)، ومشتقاته المنتشرة في عشرات الأسماء التجارية، إلى جانب مكملات الطاقة التي تحتوي على خلاصات الجوارانا والكافيين الطبيعي والمكونات المنشطة الأخرى. هذه المكملات أصبحت جزءًا من الروتين اليومي لملايين الأشخاص حول العالم، وخصوصًا:
الطلاب والطالبات في فترة الامتحانات.
الموظفين والعاملين تحت ضغط شديد.
الرياضيين والمهتمين باللياقة البدنية.
وحتى كبار السن الباحثين عن النشاط والتركيز.
المشكلة: التأثير البطيء على الجهاز العصبي
رغم أن هذه المواد تمنح دفعة مؤقتة من النشاط والانتباه، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أنها تستنزف الجهاز العصبي ببطء، وتؤدي إلى خلل طويل المدى في وظائف الدماغ.
تقول د. نادين الطحان، أخصائية الأعصاب والدماغ:
“المكملات المنشطة الطبيعية مثل الجينسنغ ليست ضارة بشكل مباشر، لكنها تُحفّز الجهاز العصبي باستمرار. وعندما لا يحصل الدماغ على راحته، يبدأ بالانهيار الصامت، وتظهر أعراض مزعجة لا يدرك صاحبها مصدرها.”
أعراض قد لا تربطها بالمكمل!
أرق متكرر وصعوبة في النوم العميق رعشة في اليدين أو تنميل في الأطراف نوبات قلق دون سبب واضح تدهور القدرة على التركيز بعد فترة من الاستخدام تعب ذهني دائم رغم تناول المكمل بانتظام تسارع ضربات القلب والشعور بالدوخة
ماذا تقول الدراسات العلمية؟
في دراسة نُشرت في مجلة Neurology & Brain Health عام 2024، وُجد أن الاستخدام المتواصل لمكملات الجينسنغ لأكثر من 8 أسابيع قد يرفع من نسب القلق والاكتئاب بنسبة تصل إلى 35% لدى البالغين، خصوصًا أولئك الذين لديهم نمط حياة مرهق ونوم غير منتظم.
دراسة أخرى أشارت إلى أن الإفراط في استخدام هذه المكملات قد يؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ ويُقلل من إنتاج “السيروتونين” المسؤول عن الشعور بالراحة والاستقرار النفسي.
لماذا لا يُحذّر الناس منها؟
لأنها تُباع بدون وصفة طبية، وتُصنّف كمكملات “آمنة”. لكن الحقيقة أن السلامة مرتبطة بالجرعة وطريقة الاستخدام وطبيعة الجسم، وما قد يكون مفيدًا لشخص، قد يكون كارثيًا لآخر.
ما البديل الآمن؟
نوم منتظم وعميق هو أهم منشط طبيعي للمخ. نظام غذائي غني بالأوميغا 3 والمغنيسيوم والبروتينات. ممارسة الرياضة بانتظام (حتى المشي فقط). تمارين التنفس والتأمل لتصفية الذهن. شرب كميات كافية من الماء. المكملات ليست مجرد أعشاب. هي مركبات تؤثر على كيمياء دماغك ونبضات قلبك ومزاجك. فكر مرتين قبل أن تجعلها جزءًا من يومك. صحّتك العصبية أهم من دفعة مؤقتة من الطاقة.