زلزال عنيف يضرب بقوة 6.2 ريختر!.. هل يتكرر كابوس تسونامي 2004؟!

في مشهد يعيد للأذهان كارثة تسونامي المدمرة، ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.2 درجة على مقياس ريختر مناطق شمال جزيرتي ميناهاسا وسولاويزي في إندونيسيا، مثيرًا مخاوف من احتمالية وقوع موجات مدّ بحري جديدة، في بلد يُعد من أكثر بقاع الأرض عرضة للزلازل.
ووفقًا لهيئة الأرصاد الإندونيسية، وقع الزلزال صباح اليوم على عمق متوسط، دون أن تصدر في البداية تحذيرات رسمية من حدوث تسونامي، إلا أن حالة القلق الشعبي ارتفعت بشكل ملحوظ، خاصة في المناطق الساحلية.
الهزّة تذكّر بمآسي الماضي
تأتي هذه الهزة بعد أيام قليلة من زلزال آخر مشابه قبالة الساحل الإندونيسي، مما يعزز المخاوف من دخول المنطقة في مرحلة نشاط زلزالي مكثف. وما زال شبح زلزال 26 ديسمبر 2004 يُخيم على سكان الأرخبيل، حيث بلغت قوة ذلك الزلزال 9.1 ريختر، وتسبب في موجة تسونامي مدمّرة حصدت أرواح ما يقرب من 230 ألف شخص في 12 دولة، بينها إندونيسيا وتايلاند والهند وسريلانكا.
هل هناك خطر تسونامي هذه المرة؟
حتى اللحظة، لم تصدر السلطات الإندونيسية تحذيرًا مباشرًا من تسونامي، إلا أن خبراء الزلازل يؤكدون أن الأمر يعتمد على عمق مركز الزلزال وموقعه الجغرافي.
يقول الدكتور “سوتوبو بورو نوغروهو”، المتخصص في علوم الزلازل:
“الزلازل التي تقع بالقرب من الصفائح التكتونية النشطة تحت البحر تُعد الأخطر، وإن لم تؤدِ مباشرة إلى تسونامي، فقد تُنبئ بحدوث نشاط لاحق أكثر شدة”.
ماذا يحدث تحت إندونيسيا؟
تقع إندونيسيا فوق ما يُعرف بـ”حلقة النار”، وهي منطقة نشطة زلزاليًا تُحيط بالمحيط الهادئ، حيث تتقاطع عدة صفائح تكتونية، ما يجعل الأرض تحت هذه البلاد في حالة شبه دائمة من التوتر الجيولوجي. تشهد إندونيسيا آلاف الهزات الأرضية سنويًا، معظمها خفيفة، لكن بعضها قد يكون قاتلًا، كما حصل في زلزال “بالو” عام 2018 الذي أودى بحياة أكثر من 4,000 شخص.
تأهب وتحذيرات رسمية
أعلنت السلطات رفع حالة التأهب في بعض المناطق القريبة من مركز الزلزال، وتم إجلاء بعض السكان من المناطق الساحلية ذات البنية التحتية الضعيفة. في الوقت ذاته، دعت الحكومة المواطنين إلى عدم نشر الشائعات أو الفيديوهات المفبركة، والاعتماد فقط على التحديثات الرسمية من وكالة الأرصاد والجيولوجيا.
ماذا يجب أن تفعل إذا كنت في منطقة زلازل؟
1. كن مستعدًا دائمًا بحقيبة طوارئ تحتوي على طعام، ماء، بطاريات، ومستلزمات طبية.
2. تعرّف على أماكن الإخلاء الرسمية في منطقتك.
3. احرص على متابعة الأخبار من مصادر موثوقة.
4. بعد الزلزال، احذر من الهزات الارتدادية التي قد تكون مدمرة أيضًا.
هل باتت الكوارث المتطرفة أكثر تواترًا؟
مع تغير المناخ وزيادة التوسع العمراني في مناطق الخطر، تتضاعف آثار الكوارث الطبيعية. ورغم أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها بدقة، إلا أن الوعي العام والتأهب المجتمعي قد يكونان السلاح الأقوى للنجاة.
إندونيسيا تُقاوم الطبيعة من جديد.. والدعاء أن لا يتكرر تسونامي 2004.