عاصفة رملية غير مسبوقة تحوّل النهار إلى ليل!.. والمشهد يرعب الجميع!

شهدت المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية واحدة من أعنف العواصف الرملية القادمة من الجهة الشمالية الشرقية، حيث اجتاحت البلاد موجة من الرمال الكثيفة القادمة من العراق وإيران مرورًا بقطر، تاركة خلفها تأثيرات واسعة النطاق طالت الصحة العامة والرؤية والبيئة.
جدار من الرمال يعمّق الأزمة المناخية
مع بداية العاصفة، شكّلت الرمال جدارًا كثيفًا ومرتفعًا، مما أدى إلى انعدام شبه تام للرؤية الأفقية في عدد من المناطق، وتسبب في إرباك الحركة المرورية وتعليق بعض الأنشطة الخارجية في مناطق عدة.
وزارة الصحة السعودية أعلنت عن 802 حالة إصابة نتيجة التعرض المباشر للعاصفة، معظمها تعود إلى مشاكل في الجهاز التنفسي مثل ضيق التنفس، والسعال الحاد، والتهابات الصدر.
وقد نُقل جميع المصابين إلى المراكز الطبية لتلقي الإسعافات اللازمة، فيما بقي 92 شخصًا في المستشفيات لاستكمال العلاج والرعاية تحت المراقبة الطبية.
مصدر العاصفة.. من بغداد إلى الرس
وفقًا للتقارير الجوية، فإن العاصفة بدأت في العراق بتاريخ 3 و4 مايو الجاري، حيث غطت سماء بغداد بطبقة كثيفة من الرمال، قبل أن تتحرك جنوبًا لتصل إلى مناطق في جنوب غرب إيران.
وبمرورها إلى منطقة الخليج، تأثرت الدوحة في قطر بشكل مباشر، وسُجلت حالات اختناق في العاصمة القطرية نتيجة تدني جودة الهواء.
كما وصلت العاصفة إلى مدينة الرس في السعودية، وهي من أكثر المناطق التي تأثرت من ناحية كثافة الرمال ومستوى التحذيرات الصحية.
تغيّر مناخي يُضاعف العواصف الرملية
علماء المناخ أكدوا أن تكرار العواصف الرملية في منطقة الشرق الأوسط أصبح أكثر تواترًا وحدةً خلال السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن هذه الظواهر ليست عرضية كما في السابق، بل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات المناخية العالمية.
وأوضح الدكتور فهد الغامدي، أستاذ المناخ في جامعة الملك سعود، أن زحف الرمال أصبح يُهدد المدن تدريجيًا، وأن هناك حاجة ماسة لوضع خطط وطنية للحد من التصحر ومعالجة أسباب العواصف.
وقال الغامدي:
“ارتفاع درجات الحرارة، تراجع الغطاء النباتي، والأنشطة البشرية الجائرة مثل الرعي الجائر والتحطيب، كلها عوامل تؤدي إلى تفكك التربة وجعلها عرضة للرياح.”
ما الذي يجب فعله في حال العواصف الرملية؟
هيئة الدفاع المدني السعودية أصدرت عدة نصائح مهمة للمواطنين والمقيمين عند التعرض للعواصف الرملية، أبرزها:
البقاء في المنازل قدر الإمكان أثناء العاصفة.
إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام لمنع دخول الغبار.
ارتداء الكمامات الواقية عند الاضطرار للخروج.
مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض تنفسية.
هل نحن أمام ظاهرة مستمرة؟
وفقًا للخبراء، فإن ما حدث ليس مجرد حالة استثنائية، بل جزء من نمط جديد من التقلبات المناخية، يتطلب استعدادًا أكبر، وتكاملًا بين الجهود البيئية، الصحية، والإعلامية.
ويُعد التعاون الإقليمي ضرورة قصوى، حيث أن هذه العواصف تعبر الحدود بسهولة وتؤثر على أكثر من دولة في نفس الوقت، ما يتطلب إنشاء منظومة إنذار مبكر موحدة في منطقة الخليج.