أحداث مثيرة

عاصفة نادرة تحول النهار إلى ليل!.. مشاهد مرعبة وتحذيرات عاجلة تُطلق للسكان!.. هل ستتكرر الكارثة في مدن مجاورة؟

ضربت عاصفة ترابية كثيفة وغير مسبوقة مناطق واسعة من غرب إيران يوم الثلاثاء، مخلفة وراءها مشاهد مرعبة وقلقًا واسعًا بين السكان، حيث تحوّلت السماء إلى ظلمة دامسة في وضح النهار، وسط تحذيرات عاجلة من السلطات وموجة ذعر صحّي.

ووفقًا لما نقله التلفزيون الرسمي الإيراني، فإن هذه الظاهرة النادرة دفعت الجهات المختصة إلى إغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية في عدة محافظات متأثرة، بالإضافة إلى توجيه تعليمات مباشرة إلى أكثر من 13 مليون شخص بعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى، نظرًا لتدهور جودة الهواء والانخفاض الحاد في مدى الرؤية الأفقية.

العاصفة تضرب 7 محافظات.. ومدى الرؤية ينهار

اجتاحت العاصفة محافظات لورستان، إيلام، كرمانشاه، كردستان، زنجان، بوشهر، وخوزستان، وتسببت في شلل جزئي للأنشطة اليومية وحالة استنفار في المستشفيات.

وأشار التلفزيون الإيراني إلى أن مدى الرؤية الأفقية انخفض في بعض المناطق إلى أقل من 1 كيلومتر فقط، مما جعل التنقل أمرًا بالغ الخطورة، خصوصًا على الطرق السريعة ومحيط المدن.

مؤشر التلوث يتجاوز 4 أضعاف الحد المسموح به!

وفي مدينة بوشهر جنوب البلاد، سجلت أجهزة الرصد مؤشر جودة هواء بلغ 108، أي ما يعادل أربعة أضعاف الحد المسموح به بحسب معايير منظمة الصحة العالمية، خاصة فيما يتعلق بتركيز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الخطيرة على الجهاز التنفسي.

هذا التلوث الشديد دفع الجهات الصحية إلى دعوة السكان لارتداء الكمامات الواقية بشكل مستمر، والتنبيه بشكل خاص على كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي بعدم الخروج نهائيًا من المنازل.

أكثر من 240 إصابة بمشاكل تنفسية في خوزستان وحدها!

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن مستشفيات محافظة خوزستان وحدها استقبلت خلال الساعات الماضية أكثر من 240 حالة طارئة، معظمها تعاني من اختناقات ومضاعفات تنفسية حادة، نتيجة استنشاق الغبار الكثيف والجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء.

ما سبب هذه العاصفة المفاجئة؟ وهل ستتكرر؟

بحسب هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية، فإن العاصفة الغبارية ناجمة عن كتلة غبار كثيفة قادمة من الأراضي العراقية، وهو ما بات يتكرر في السنوات الأخيرة نتيجة تصاعد الجفاف، وتدهور الغطاء النباتي، وازدياد ظواهر التصحر في المنطقة الحدودية بين البلدين.

وتحذّر الهيئة من أن استمرار هذه التغيرات المناخية سيجعل من مثل هذه العواصف ظواهر موسمية معتادة، ما لم تُتخذ إجراءات بيئية عاجلة، مثل زيادة التشجير والحد من مصادر التلوث البيئي.

ذكريات يوليو 2022 تعود للواجهة

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها إيران أوضاعًا بيئية بهذا المستوى من الخطورة، فقد شهدت العاصمة طهران في يوليو 2022 موجة مشابهة من العواصف الغبارية، اضطرت خلالها السلطات إلى إغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية بسبب تلوث الهواء الشديد الذي اجتاح المدينة، وهو ما يُعيد اليوم تلك الذكريات المقلقة إلى الواجهة.

المصدر: وكالة إرنا + التلفزيون الإيراني الرسمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!