منوعات عامة

كارثة بيئية على وشك الحدوث في هذه الدولة العربية.. مشاهد صادمة وصور التقطتها الأقمار الاصطناعية تثير الذعر!

وادي أرضات بين إقليمي وزان وسيدي قاسم يُنذر بكارثة بيئية غير مسبوقة، في ظل تجاهل رسمي مقلق وتحذيرات بيئية متصاعدة!

في كل موسم لجني الزيتون، يعود مشهد مقلق ليخيم على سكان مناطق الشمال المغربي، وتحديدًا في وادي “أرضات”، الذي بات عنوانًا صارخًا لكارثة بيئية تتفاقم عامًا بعد عام، دون رادع أو تدخل حاسم من الجهات المعنية.

فالمادة السائلة الناتجة عن عملية عصر الزيتون، المعروفة باسم “المرجان”، تُصرّف بطرق عشوائية ومباشرة في مجاري الوديان، ما يؤدي إلى تلوث واسع النطاق يُهدد سلامة المياه، الزراعة، البيئة، وحتى صحة الإنسان والحيوان.

المرجان.. سائل سام يزحف في صمت!

“المرجان” ليس مجرد مخلفات غير ضارة كما قد يظن البعض، بل هو سائل داكن اللّون، ذو رائحة نفاذة، ومحتوى كيميائي شديد التلوث، ينتج بكميات ضخمة أثناء عمليات استخراج زيت الزيتون. وفي وادي أرضات، تتسابق معاصر الزيتون، سواء التقليدية أو الحديثة، على تصريفه بشكل مباشر في الطبيعة، ما يجعل البيئة هناك مهددة بالتدمير.

مياه الوادي تحوّلت إلى مجرى أسود تنبعث منه روائح كريهة خانقة، وتحيط به مساحات ميتة من التربة، لا تصلح لأي نوع من أنواع الزراعة، ما دفع السكان المحليين إلى دق ناقوس الخطر، خصوصًا وأن التلوث يمتد إلى واد ورغة، أحد روافد واد سبو، الذي يُعد من المصادر المائية الاستراتيجية التي تصب في نهر أبي رقراق، المغذي لمناطق واسعة من شمال وغرب المغرب.

الآثار الصحية والبيئية.. أكثر من مجرد مشهد مزعج

ما يحدث ليس تلوثًا بصريًا فقط، بل هو خطر حقيقي على الصحة العامة. فـ”المرجان” يحتوي على تركيزات عالية من المواد العضوية، والمعادن الثقيلة، والعناصر السامة التي تؤثر على جودة المياه الجوفية وتضر بالنباتات والتربة.

عدد من المزارعين أكدوا أن آبارهم لم تعد صالحة للشرب أو حتى للسقي، بسبب تسرب هذا السائل إلى طبقات المياه الجوفية. كما أفاد بعض السكان بظهور أمراض جلدية وتنفسية لديهم ولأطفالهم، يُعتقد أنها ناتجة عن استنشاق الروائح أو استعمال المياه الملوثة.

تقصير رسمي وصمت غير مبرر

رغم التغطيات المتكررة من قبل وسائل الإعلام المحلية، ورغم صرخات النشطاء البيئيين والمواطنين، لا يزال الصمت الرسمي سيد الموقف. فلا تدخل من وزارة البيئة، ولا تحرّك فعلي من المجالس المحلية أو الإقليمية، وكأن الأمر لا يعني أحدًا.

المثير للسخرية أن بعض المعاصر تحصل على تراخيص قانونية دون وجود أي نظام لمعالجة مخلفاتها!، ما يطرح تساؤلات جدية حول دور الجهات المانحة للرخص، ومدى احترامها لمعايير الحفاظ على البيئة.

الحلول موجودة.. لكنها غائبة!

في دول مثل إسبانيا وإيطاليا، تُستخدم أنظمة بيئية لمعالجة “المرجان”، وتحويله إلى سماد عضوي أو طاقة حيوية، ما يُقلل من ضرره ويحوله إلى فرصة تنموية. فلماذا لا تطبّق مثل هذه الحلول في المغرب؟

الخبراء يرون أن تكلفة إنشاء محطات معالجة جماعية ليست كبيرة مقارنة بالخسائر التي يتسبب بها التلوث سنويًا، سواء على المستوى الصحي أو البيئي أو الزراعي.

دعوة للتحرك العاجل

ما يحدث في وادي أرضات اليوم قد يحدث غدًا في مناطق أخرى إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة. يجب على وزارة البيئة، والسلطات المحلية، وكل الجهات المعنية، التحرك فورًا لوقف هذه الجريمة البيئية، ومحاسبة المسؤولين عنها.

كما أن وعي المواطن ضروري جدًا. الضغط الشعبي، عبر الحملات على مواقع التواصل، يمكن أن يُحرّك المسؤولين، ويُجبر المعنيين على الاستجابة.

في الختام، ما يحدث ليس مجرد “تسريب زيوت”، بل كارثة تتدحرج مثل كرة ثلج، تهدد الحياة بأكملها. فهل ننتظر الكارثة الكاملة لنبدأ بالتحرك؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!