الإسلام

معنى مذهل قد لا تعرفه ما هو الوصيد” في قوله تعالى: وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ؟!

سورة الكهف – التلاوة والتفسير

نص الآيات من سورة الكهف

وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُواْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقًا ١٦ وَتَرَى ٱلشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةٍ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِۗ مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيّٗا مُّرۡشِدٗا ١٧ وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيْقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا ١٨ وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا ١٩ إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذٗا أَبَدٗا ٢٠

التفسير – الطبري

تتحدث هذه الآيات عن قصة أصحاب الكهف، وهم فتية مؤمنون هربوا بدينهم من ظلم قومهم، فأوى بهم الله إلى الكهف وجعل لهم معجزة عظيمة بأن أنامهم لسنوات طويلة، وقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى لا تأكل الأرض أجسادهم.

وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود

أي أن الناظر إليهم يظن أنهم مستيقظون بينما هم في الحقيقة نائمون، وذلك بسبب تقليبهم المستمر. ورد عن ابن عباس قوله:

“لو أنهم لم يُقلّبوا، لأكلتهم الأرض.”

وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد”

اختلف المفسرون في معنى “الوصيد”:

ابن عباس قال: “هو الفناء أمام الكهف.”

مجاهد قال: “الوصيد يعني الأرض المفتوحة عند مدخل الكهف.”

قتادة قال: “كلبهم كان يجلس عند باب الكهف، كأنه يحرسهم.”

وهذا الكلب لم يكن كلبًا عاديًا، بل كان يصاحب الفتية، وقيل إنه كان طباخًا للملك ثم آمن معهم، فصار جزءًا من قصتهم العجيبة.

“فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة”

أي أن أحد الفتية خرج من الكهف بعد استيقاظهم ليشتري طعامًا من المدينة، ولكنهم طلبوا منه أن يكون حذرًا وألا يشعر بهم أحدًا، لأنهم كانوا يخشون أن يُفتضح أمرهم فيتعرضوا للأذى.

“إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم”

أي أن أهل المدينة لو اكتشفوا أمر الفتية، فإما أن يعاقبوهم بالرجم أو يعيدوهم إلى دينهم السابق.

دروس مستفادة من القصة

1. التمسك بالدين: أصحاب الكهف ضحوا بكل شيء من أجل إيمانهم، فكان جزاؤهم معجزة عظيمة.

2. حفظ الله لعباده: الله حمى الفتية داخل الكهف وجعل لهم من أقداره رحمة.

3. أهمية الصبر والتوكل: الفتية واجهوا ظلم قومهم بالصبر والثبات، فكان الله معهم.

4. سر التقليب أثناء النوم: حتى لا تأكل الأرض أجسادهم، وهي معجزة علمية تتفق مع ما يعرفه العلماء اليوم عن أهمية الحركة أثناء النوم لمنع التقرحات.

5. رفقة الصالحين: حتى الكلب الذي صاحب الفتية نال البركة من صحبتهم

وبقي في ذكر القصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!