سوريا على أعتاب مرحلة جديدة: المعارضة تسيطر على دمشق وبشار الأسد يطلب اللجوء
مقاطع فيديو تثير الجدل حول منزل بشار الأسد في المالكي
تداول ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مثير للجدل يظهر فيه أحد الأشخاص يتجول داخل منزل الرئيس السوري السابق بشار الأسد في حي المالكي الراقي بالعاصمة دمشق. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان قوات المعارضة عن دخولها إلى العاصمة وإسقاط نظام الأسد.
في الفيديو، يظهر الشاب الذي لم يُعرّف بنفسه وهو يتجول داخل غرف المنزل، محطماً صوراً لعائلة الأسد، ويؤكد أنه سيقوم بذلك قبل وصول قوات المعارضة. كما أشار في حديثه الساخر إلى نيته التوجه نحو القصر الرئاسي في حي المهاجرين ليكون أول من يدخل منزل الرئيس وقصره الرئاسي بعد سقوطه.
الحرس الرئاسي يفر من المالكي
في وقت مبكر من يوم الأحد، ظهرت مقاطع فيديو أخرى تُظهر عناصر من الحرس الرئاسي التابع للنظام السوري وهم يفرّون من محيط منزل بشار الأسد في حي المالكي. ويُعتقد أن هذا ما سهّل دخول الشاب إلى المنزل، رغم أن صحة الفيديو لم يتم التحقق منها من مصدر مستقل.
بشار الأسد يغادر سوريا: موسكو تستقبله بحفاوة
في خضم هذه الأحداث المتسارعة، أكدت وسائل إعلام روسية أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد وصل إلى العاصمة موسكو برفقة أفراد من عائلته، بعد منحه حق اللجوء بناءً على اعتبارات إنسانية. وقال مصدر في الكرملين لوكالة الأنباء الروسية “تاس” إن الأسد وأسرته وصلوا إلى موسكو بعد أن طلبوا اللجوء، مشيرًا إلى أن روسيا تظل ملتزمة بالبحث عن حل سياسي للأزمة السورية. وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أكد المصدر أن روسيا دعمت دائمًا البحث عن حل سياسي، وتعمل على استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
موقف الحكومة السورية: استعداد لتسليم السلطة
من جانبه، أعلن محمد غازي الجلالي، رئيس الحكومة السورية، استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري. وفي كلمة بثها عبر “فيسبوك” يوم الأحد، قال:
> “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار والعالم. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب.”
هيئة تحرير الشام تضمن سلامة المؤسسات
وفي خطوة لتهدئة الأوضاع، أصدر قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني بيانًا يطالب فيه قواته في دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدًا أنها ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء حتى يتم تسليمها رسميًا. وفي أول مقابلة تلفزيونية له، أكد الجولاني على أهمية حماية الأقليات في سوريا، مشددًا على أن البلاد ملك لجميع السوريين. كما دعا السوريين لحماية كافة المؤسسات الحكومية لضمان استمرارية عملها.
موسكو تُطمئن المجتمع الدولي
أكد الكرملين أن استضافة بشار الأسد تأتي في إطار دعم روسيا للحل السياسي في سوريا. وأضاف المتحدث باسم الكرملين:
> “لقد دعمت روسيا دائمًا البحث عن حل سياسي للأزمة السورية. نحن ننطلق من ضرورة استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.”
ردود الأفعال الدولية والعربية
تتوالى ردود الأفعال الدولية على هذه التطورات، حيث عبرت عدة دول عن ترحيبها بإعلان الأسد مغادرة البلاد، واعتبرت ذلك خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار في سوريا. من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس وضمان حماية المدنيين خلال هذه المرحلة الانتقالية.
مستقبل سوريا: مرحلة انتقالية جديدة
يبدو أن سوريا باتت على أعتاب مرحلة جديدة، حيث تنتظر البلاد تشكيل حكومة انتقالية تحظى بقبول شعبي ودولي. وبينما تعيد المعارضة ترتيب صفوفها لضمان استقرار العاصمة، تبقى الأنظار متجهة نحو موسكو لمتابعة موقفها من التطورات الميدانية والسياسية.
ختامًا، ينتظر الشعب السوري بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة، وسط آمال كبيرة بعودة الاستقرار والأمان إلى البلاد بعد سنوات طويلة من المعاناة والصراع.
