قـ.ـرار تاريـ.ـخي من الرئيس أحمـ.ـد الشـ.ـرع يهز سـ.ـوريا!

قرار تاريخي من الرئيس أحمد الشرع لبناء سوريا الجديدة
في خطوة تاريخية تعكس رغبته في إعادة بناء سوريا واستعادة استقرارها، أعلن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع عزمه على بدء عملية إعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب والدمار. جاء هذا الإعلان في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) من العاصمة دمشق، حيث دعا الشرع جميع الجهات الدولية والإقليمية إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن البلاد أنهكتها الحرب الطويلة ولم تعد تشكل تهديدًا لجيرانها أو للمجتمع الدولي.
رسالة إلى المجتمع الدولي
أكد الشرع في حديثه أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعرقل بشكل كبير جهود إعادة الإعمار وتؤثر سلبًا على حياة المدنيين. ودعا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى إعادة النظر في تلك العقوبات باعتبارها أصبحت غير مبررة في المرحلة الانتقالية الجديدة. كما شدد على ضرورة منح السوريين الفرصة لبناء دولتهم بعيدًا عن الصراعات المسلحة والانقسامات.
هيئة تحرير الشام: من منظمة إرهابية إلى كيان سياسي
من أبرز ما جاء في تصريحات الشرع كان إعلانه السعي إلى إزالة هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، معتبرًا أن الهيئة لم تستهدف المدنيين أو المناطق المدنية، بل كانت في الواقع ضحية لجرائم نظام الأسد. وأوضح أن الهيئة تطورت وتغيرت في السنوات الأخيرة ولم تعد تتبنى الفكر المتطرف الذي وُصمت به في الماضي.
وأضاف أن هيئة تحرير الشام كانت جزءًا من الثورة السورية وساهمت في إسقاط نظام بشار الأسد، مؤكدًا أنها أصبحت اليوم كيانًا سياسيًا يسعى للمشاركة في إعادة بناء الدولة بعيدًا عن الأفكار المتشددة. وأشار إلى أن الجماعة انفصلت عن تنظيم القاعدة منذ عام 2016، وسعت بعد ذلك لتقديم نفسها كقوة محلية تهدف إلى إدارة المناطق المحررة وتقديم الخدمات العامة للسكان.
الشرع: سوريا ليست أفغانستان
ردًا على التساؤلات حول إمكانية تحول سوريا إلى دولة متشددة على غرار أفغانستان، أكد الشرع أن البلدين مختلفان تمامًا من حيث التاريخ والثقافة والتركيبة الاجتماعية. وأوضح أن سوريا تمتاز بعقلية منفتحة وتعددية، وأنه يؤمن بضرورة تعليم النساء وتمكينهن في المجتمع، مما يعكس توجهه نحو تعزيز حقوق المرأة ودورها في بناء سوريا الحديثة.
ملامح سوريا الجديدة: الاعتدال والانفتاح
حرص الشرع خلال المقابلة على الظهور بمظهر مسترخٍ ومرتدٍ ملابس مدنية، في محاولة واضحة لإظهار اختلاف نهجه عن الصورة النمطية للقادة العسكريين السابقين. كما أكد أن حكومته الانتقالية تسعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وحماية الأقليات، وإلغاء جميع الممارسات القمعية التي كانت شائعة في عهد النظام السابق.
وأوضح الشرع أنه سيتم العمل على إعادة بناء المؤسسات الحكومية على أسس ديمقراطية حديثة، مع التركيز على إعادة بناء الجيش ليكون جيشًا وطنيًا لا يتبع لأي فصيل أو جماعة بعينها.
تحديات المرحلة الانتقالية
تعهد الرئيس الانتقالي بالعمل على تحقيق السلم الأهلي ومحاربة الفساد، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل لجان لاختيار مجلس تشريعي ومؤتمر للحوار الوطني، بهدف صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب السوري ويضمن حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم.
ردود الفعل الدولية والمحلية
لقيت تصريحات الشرع تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر البعض عن تفاؤلهم بمستقبل سوريا الجديد تحت قيادته، بينما أبدى آخرون شكوكهم حول قدرة هيئة تحرير الشام على التحول إلى كيان سياسي معتدل.
على الصعيد الدولي، من المتوقع أن تثير هذه التصريحات جدلًا واسعًا بين الدول الكبرى، خاصة أن العديد منها لا يزال يعتبر هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية. وقد أبدت بعض المنظمات الحقوقية تخوفها من إمكانية العودة إلى الفكر المتشدد في حال عدم تحقيق إصلاحات حقيقية على أرض الواقع.
ختامًا
رغم التحديات التي تواجهه، يسعى أحمد الشرع إلى تقديم رؤية جديدة لسوريا تتجاوز سنوات الحرب والفوضى. ويأمل الكثير من السوريين أن تشكل هذه الخطوة بداية جديدة نحو السلام والاستقرار، في ظل جهود دولية متزايدة لدعم إعادة الإعمار وإنهاء معاناة الشعب السوري. هل تود معرفة المزيد عن خطط الحكومة الانتقالية أو عن ردود الأفعال الدولية بشكل أوسع؟