تساقط الشعر أصبح من أكثر المشكلات شيوعًا بين النساء في مختلف الأعمار، وهو أمر يسبب قلقًا نفسيًا كبيرًا لما له من تأثير على المظهر والثقة بالنفس. وتتنوع أسبابه بين التغيرات الهرمونية، الضغوط اليومية، سوء التغذية، والعوامل الوراثية. وعلى الرغم من وجود مستحضرات كيميائية وعلاجات دوائية متاحة، إلا أن العودة إلى الطبيعة أثبتت أنها أكثر أمانًا وأقل ضررًا على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، كشفت دراسات حديثة أن زيت إكليل الجبل (الروزماري) يعد من أقوى الزيوت الطبيعية التي تساهم في تقوية الشعر ومنع تساقطه بشكل فعّال. دراسة علمية نُشرت عام 2015 في مجلة العلاج بالطب البديل والتكميلي قارنت بين زيت الروزماري ودواء المينوكسيديل المستخدم لعلاج الصلع الوراثي، وأظهرت النتائج أن الزيت حقق فعالية مشابهة تقريبًا في تحفيز نمو الشعر خلال ستة أشهر، مع أعراض جانبية أقل بكثير.
يرجع ذلك إلى أن زيت إكليل الجبل يحتوي على مركبات طبيعية تنشط الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يزيد من تدفق الأكسجين والعناصر الغذائية إلى بصيلات الشعر، فيقويها ويحفزها على النمو. كما أن خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات تساعد على منع التهابات فروة الرأس والقشرة، وهي عوامل تؤدي عادة إلى إضعاف الشعر وزيادة تساقطه.
طريقة استخدامه بسيطة للغاية: يتم مزج بضع قطرات من الزيت مع زيت حامل مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون، ثم تدليك فروة الرأس بلطف بحركات دائرية لمدة 5 إلى 10 دقائق. يُفضل تكرار هذه الوصفة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا للحصول على أفضل النتائج. وتجارب عديدة أكدت أن النساء لاحظن انخفاضًا ملحوظًا في تساقط الشعر بعد أسابيع قليلة فقط من الانتظام على هذه الطريقة، إلى جانب تحسن الكثافة وظهور شعيرات جديدة في المناطق الخفيفة.
إلى جانب زيت الروزماري، توجد زيوت طبيعية أخرى فعالة مثل زيت الخروع المعروف بتحفيز نمو الشعر وزيت الأرغان الغني بمضادات الأكسدة، لكن ما يميز زيت الروزماري أنه يجمع بين التنشيط العميق للبصيلات والحماية الطبيعية لفروة الرأس، مما يجعله خيارًا مفضلًا لدى الكثير من خبراء العناية بالشعر.
الحلول الطبيعية يمكن أن تكون أكثر فاعلية مما نتوقع، وزيت الروزماري يقدم تجربة حقيقية تستحق التجربة لكل امرأة تعاني من تساقط الشعر أو ضعف كثافته. ومع الصبر والانتظام ستُفاجأ النتائج الإيجابية التي تعيد للشعر قوته ولمعانه.
