إذا أحسست بالسحر أو أحسست أنك دائماً متعب، أو أحسست أن رزقك ضيق عليك بقراءة هذه الآية التي قرأها سيدنا موسى 7 مرات

كثير من الناس قد يمرون في حياتهم بمراحل يشعرون فيها بضيق الصدر أو ضعف النشاط أو قلة البركة في الرزق، وقد يتساءلون إن كان السبب روحياً أو صحياً أو نفسياً. الإسلام أوضح لنا أن العبد قد يبتلى بأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بجسده وصحته، ومنها ما يتعلق باختبارات في الرزق والحياة، ومنها ما يكون له علاقة بالحسد أو السحر أو العين. ولهذا جاء التوجيه الإلهي في القرآن الكريم ليكون للمسلم حصناً وشفاءً في آن واحد.
من أبرز النصوص القرآنية التي ارتبطت بالفرج ورفع البلاء قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون والسحرة. فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم آيات بيّن فيها كيف واجه موسى السحر وكيف جعله الله الغالب رغم كثرة من تحدوه. ومن هذه الآيات العظيمة قول الله تعالى في سورة الأعراف: ﴿فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾ [الأعراف:117]. هذه الآية وردت في سياق عظيم، حيث بيّن الله أن كلمته أقوى من أي سحر أو خداع.
وقد ورد في بعض كتب التفسير والرقية الشرعية أن تلاوة هذه الآية بتكرار وخشوع مع استحضار عظمة الله تساعد في طمأنينة النفس وفي كسر قيود الوهم والخوف من السحر. فالقضية ليست مجرد ترديد لفظي، بل يقين أن الله هو القوي الذي لا يُغلب، وأن كلماته تنفع وتدفع الشرور.
من الناحية العلمية، يوضح الباحثون في علم النفس الديني أن قراءة النصوص القرآنية بتدبر تؤثر في الجهاز العصبي للإنسان، حيث تعمل على تهدئة الدماغ وتخفيض مستويات التوتر والقلق. دراسات حديثة في “علم النفس الإيجابي” تشير إلى أن ممارسات التأمل والقراءة المتكررة للنصوص المقدسة تنشط مناطق الهدوء في الدماغ وتزيد إفراز الهرمونات المرتبطة بالسكينة مثل السيروتونين. وهذا ما يفسر كيف يشعر المؤمن براحة جسدية ونفسية بعد قراءة القرآن وخاصة الآيات المرتبطة بالفرج والطمأنينة.
أما من الناحية الإسلامية، فقد أكد العلماء أن الرقية الشرعية تعتمد على آيات محددة، منها آيات السحر وآية الكرسي والمعوذات وسورة الفاتحة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه باللجوء إلى هذه الآيات طلباً للحفظ والعافية. أما الآية التي ورد أنها قرئت على لسان موسى فهي تذكرنا بأن القوة بيد الله وحده، وبأن السحر مهما بلغ ضعيف أمام سلطان الله.
إضافة إلى ذلك، فإن تكرار قراءة هذه الآية سبع مرات ينسجم مع مفهوم التكرار في الذكر والدعاء في الإسلام، فقد ورد في السنة النبوية أن بعض الأذكار تكرر ثلاثاً أو سبعاً أو أكثر، لما لذلك من أثر في ترسيخ المعنى في النفس وتعميق الصلة بالله.
ولا يعني الاعتماد على هذه الآيات إهمال الأسباب المادية، فالإسلام يحث على التداوي والبحث عن العلاج. فإذا كان الإنسان يعاني من أعراض صحية مثل التعب المستمر أو ضعف التركيز، فمن المهم مراجعة الطبيب لاستبعاد الأمراض الجسدية كفقر الدم أو نقص الفيتامينات. الدراسات الطبية أوضحت أن بعض الأعراض التي يعتقد الناس أنها بسبب روحي قد يكون سببها عضوي يمكن علاجه بسهولة.
لكن الجانب الروحي يبقى ضرورياً، فالقرآن الكريم وصف نفسه بأنه ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء:82]. هذا الشفاء يشمل شفاء القلوب من الاضطراب وشفاء العقول من الحيرة، كما قد يكون شفاءً جسدياً حين يرفع الله البلاء عن عباده.
أن قراءة الآية التي تلاها سيدنا موسى سبع مرات بروح يقينية، مع الاستمرار على الأذكار والأدعية المشروعة، يمكن أن تكون سبباً في رفع البلاء وزيادة الطمأنينة والبركة في الحياة. ومع الجمع بين العلاج الروحي والعلاج المادي، يعيش المسلم توازناً يجعله أكثر قوة في مواجهة ابتلاءات الحياة.